في كل صباح نحدثكم عن قضايا السياسة والفكر والاقتصاد، والمصالحة والمعابر، والعرب وغير العرب، واليوم نستأذنكم لنحدثكم عن صحيفة فلسطين في ذكرة انطلاقتها الميمونة. حديثنا عن فلسطين اليوم هو للعاملين فيها ولقرائها ومحبيها، ولغيرهم ممن يعنيهم الأمر.
في مثل هذا اليوم الثالث من مايو قبل تسعة أعوام انطلقت صحيفة فلسطين الغراء. كان الإشهار يحمل للمتلقي الفلسطيني انطلاق أول صحيفة يومية سياسية شاملة من مدينة غزة، أعزها الله ورفع عنها الحصار. غزة الصابرة المجاهدة تستحق أكثر من وسيلة إعلامية تحمل همها وتدافع عن حقوقها التي اغتصبها العدو، وأهملها المتنفذون في السلطة، وبالغ في إهمالها النظام العربي للأسف.
فلسطين التي تُعرّف نفسها بحارسة الحقيقة، لا تقف تغطيتها الإخبارية اليومية عند الشأن الفلسطيني، بل تتعداه للشأن العربي، والإسلامي والدولي، وتتجاوز السياسة إلى الاقتصاد، والمواضيع المتخصصة في الدين، والأسرة، والرياضة، والمنوعات، وتراعي الذوق العام، وتتحرى الدقة ما وسعها الأمر، ولا تذهب مذاهب الاستثارة على حساب الحقيقة والمعلومة.
تسع سنوات من العطاء اليومي، في أيام السلم وأيام الحرب، فقد حرصت إدارة الصحيفة على تحدي ظروف الحرب المرعبة، وأصدرت عددها اليومي لاستبقاء تواصلها مع محبيها. وحين تعطلت المطابع عن العمل في حرب ٢٠١٤م. أصدرت نسختها الإلكترونية، فكانت مع المجاهدين في الثغور ونقاط الرباط، تسد ثغرة مهمة من ثغرات الإعلام والتواصل مع الجماهير، فكانت مصدرًا أساسيًّا لوسائل الإعلام الدولية.
فلسطين التي وقفت بجانب المجاهدين، وبجانب الشعب الصابر المرابط بكل فئاته، حققت تفوقًا في مجالات مختلفة، فكانت الأولى على الصحف في التغطية الرياضية الحرفية، وحققت تفوقًا في التحقيقات التي نشرتها لخدمة المواطنين، لا سيما التحقيق في صناعة الخبز وتداعياته، وفي مجال الكفي شوب وتداعياتها، وفي مجال الكهرباء ومعوقاتها.. الخ.
فلسطين الصحيفة كانت أول صحيفة تقدم شهيدين من أبنائها في يوم واحد. فلسطين تفدي الدين ثم الوطن لا بالقلم فحسب، بل بالدم أيضًا. وشعارها لست أبالي حين أقتل مسلمًا على أي جنب كان في الله مصرعي. فلسطين خبر، وقصة، وتحقيق، ودين، وثقافة، وأسرة، ومجتمع، واقتصاد، ورياضة، ومقال، ومنوعات، وأسرى، وحصار. فلسطين أنا وأنت والعاملون، فلسطين لنا جميعًا، وصدرها مفتوح للجميع تتلقى توجيهات المحبين والمنتقدين، وترى نفسها في مرآة الآخر.
فلسطين سياسة تحريرية عنوانها القدس، والوطن الجريح، وعمقها عربي إسلامي، وتحمل الحب والخير للإنسانية جميعًا. الوطن فلسطين هو من يخط سياسة تحرير فلسطين الصحيفة. وبهذه المناسبة السنوية الرائعة أجد من الواجب أن أتقدم بالشكر لكل العاملين والعاملات فيها، والشكر موصول لمجلس الإدارة الذي يسهر على رعايتها، والشكر كل الشكر لقرائها ومحبيها. وكل عام وأنتم والصحيفة بخير.