أطلقت هيئة نصرة الأقصى في لبنان والمركز الفلسطيني لمقاومة التطبيع أمس، حملة إعلامية إلكترونية لمناهضة التطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، مع تهافت أنظمة عربية على التقارب منه واستقبال شخصيات من قادته.
وتحمل الحملة عنوان "التطبيع جريمة"، وتأتي وفقًا لمنسقها وسام حجار، ردًا على زيارات وفود إسرائيلية لدول خليجية وإعلان أنظمة عربية استعدادها لتطبيع العلاقات مع (تل أبيب).
وقال حجار لصحيفة "فلسطين": إن الهدف من الحملة إظهار المخاطر السياسية والاقتصادية والثقافية للتطبيع، وتعبئة الشعوب العربية للضغط على الحكام لتعديل سلوكهم فيما يخص التطبيع، ورفع معنويات الأمة وتبيان قدرتها على مقاومته.
وأضاف: "إن الحملة تأتي للتأكيد أن الفلسطينيين ليسوا وحدهم في المقاومة، بل تسندهم أمة عربية وإسلامية برفضها التطبيع"، عادًّا التطبيع لا يقل خطرًا عن أي اتفاقات سياسية وقعت مع كيان الاحتلال.
وأكد أن محاولة شرعنة وجود كيان الاحتلال الإسرائيلي يتناقض مع تاريخ المنطقة العربية وثقافتها، ويأتي في سياق شطب حقوق الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى تجاوب ومشاركة نشطاء من دول عربية وعالمية مع الحملة الإلكترونية كالبحرين، والكويت، المغرب وتونس والجزائر وموريتانيا، والأردن، إلى جانب البرازيل، وأمريكا، وبعض الدول الأوروبية.
وبين أن ذروة الحملة ستكون يوم السبت القادم الساعة السادسة مساءً بتوقيت مدينة القدس المحتلة عبر التغريد عالميًّا على وسم "#لا_للتطبيع"، داعيًا الجميع للمشاركة في فعاليات الحملة رفضًا للتطبيع وبيان خطورته على القضية الفلسطينية والشعوب العربية.
وثمن منسق الحملة، دور الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار، التي أطلقت اسم "التطبيع مع العدو جريمة وخيانة" على الجمعة القادمة، وذلك ضمن فعاليات مسيرة العودة الكبرى على الحدود الشرقية لقطاع غزة، داعيًا للمشاركة في فعالياتها.
وأشار إلى أن تطبيع الدول العربية مع (إسرائيل) يأخذ صورًا متعددة خطيرة ومتنوعة كالتطبيع السياسي والاقتصادي والثقافي والرياضي.
وأكد حجار، أن (إسرائيل) تسعي من وراء التطبيع الاقتصادي مع الدول العربية السيطرة على أسواقها وجعلها غير قادرة على منافسة بضائعها، مشيرًا إلى أن التطبيع سيقود لتدخل سياسي أكبر في الأنظمة العربية وسيضيف فتنًا بين الحكومات وسيخدم أهدافًا إسرائيلية بحتة.
وحذر حجار، من خطورة الانزلاق وهرولة بعض الدول العربية نحو التطبيع مع "الغاصب"، عادًّا أن تدفق الوفود الإسرائيلية لأراضي الدول العربية طعنة للقضية الفلسطينية وخيانة لدماء الشهداء والجرحى والمقاومة وغدرًا للشعب الفلسطيني المظلوم.
وذكر أن الزيارات التطبيعية لمسؤولي الاحتلال تأتي في سياق "صفقة القرن" وتمهيدًا لتصفية القضية الفلسطينية، مستغربًا قيام بعض الدول العربية إقامة علاقات مع (إسرائيل) في حين ترفض دول أوروبية التعامل معها وتقاطعها، كما قال.
وزار رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، قبل نحو أسبوعين سلطنة عمان، والتقى بالسلطان قابوس، كما استضافت أبو ظبي وفدًا رياضيًّا من (إسرائيل) برئاسة الوزيرة ميري ريغيف، وكذلك شارك وفد إسرائيلي ببطولة رياضية دولية أقيمت في الدوحة، مؤخرًا.
كما زار وزير الاتصالات الإسرائيلي أيوب قرا، أبو ظبي ضمن مشاركته في مؤتمر دولي للإعلام، فيما زار وزير المواصلات يسرائيل كاتس، سلطنة عمان، وشارك بمؤتمر دولي للمواصلات، وعرض على المسؤولين في مسقط، مشروع سكة حديد لربط سلطات الاحتلال الإسرائيلي بدول الخليج.