فلسطين أون لاين

​النتشة يُحذِّر من خطورة الحفريات في سلوان

باحثة مقدسية: شبكة أنفاق ضخمة أسفل البلدة القديمة

...
سقوط الأشجار في ساحات المسجد لم يكن عبثا
القدس المحتلة – غزة / خضر عبد العال:

كشفت الباحثة المقدسية في شؤون القدس زينة عمرو عن وجود شبكة أنفاق ضخمة ومتطورة أسفل البلدة القديمة في القدس المحتلة، تمتد من منطقة عين سلوان جنوب المسجد الأقصى مرورا بمنطقة وادي الحلوة، وصولاً إلى حارة المغاربة بجوار حائط البراق.

وقالت عمرو لصحيفة "فلسطين": "في الأساس هذه الأنفاق قناة مائية ترجع للفترة اليابوسية، ووسعتها سلطات الاحتلال بصورة ضخمة وأصبحت كالمدينة تجلب إليها السياح الأجانب، لتوصيل رسالة زائفة للعالم أن هذا المكان مدينة داود التي عاش فيها نبيا الله داود وسليمان عليهما السلام".

وأوضحت أن هذه الشبكة تضم ثلاثة أنفاق فوق بعضها بشكل مستطيل، وقويت بزرع أعمدةوقواعد حديدية، وتضم معدات ضخمة ذات قدرة على إخراج الأتربة والصخور من باطن النفق إلى الخارج بطريقة إلكترونية عبر ناقل معلق في سقف النفق يفرغها عمال أجانب ومستوطنون في حاويات تفرغ في غرب القدس وتغربَل قبل إلقائها.

وأكدت الباحثة عمرو فكرة تهديد إزالة حي البستان جنوب المسجد الأقصى قبل سنوات عدة لإقامة حديقة توراتية مكانه، ومن أجل ربط حارة المغاربة بهذا الحي، مشيرةً إلى أن طول الشبكة يبلغ حوالي 600 متر.

وبيّنت الباحثة المقدسية أن هذه الشبكة افتتحت أمام الزوار والسياح منذ حوالي سنة ونصف، ولكن التوسيعات ما زالت مستمرة بشكل مذهل إذ تتواصل عمليات الحفر ويظهر ذلك بحدوث تشققات وانهيارات في طرقات شوارع المنطقة التي يمر أسفلها النفق.

ونبّهت إلى أن الشبكة تحاول ربط البؤر الاستيطانية داخل البلدة القديمة بالحي اليهودي والنصراني بحيث يدخل اليهودي أو السائح إلى مدينة داود المزعومة ويخرج دون احتكاك مع المقدسيين.

وكشفت عمرو أن بعض المرشدين الذين دخلوا الأنفاق، أكدوا وجود حفريات أخرى تتجه نحو ساحات المسجد الأقصى، مشيرةً إلى أن المقدسين يدركون أن هناك محاولات لاختراق القنوات المائية من أجل الوصول إلى صخرة بيت المقدس داخل القبة.

ودللت على ذلك بقولها: "سقوط الأشجار في ساحات المسجد لم يكن عبثا، إنما هناك فراغات استحدثت تحت هذه الأشجار، إذ إنها حين سقطت كانت جذورها غير موجودة وهذا لا يمكن أن يحدث إلا بفعل الحفريات، وتسقط في حال هبوب رياح بسيطة".

الأنفاق خطيرة ومقلقة

في السياق ذاته، حذّرمدير السياحة والآثار في الأوقاف الإسلامية المختص في تاريخ وعمارة القدس يوسف النتشة من خطورة الأنفاق أسفل مدينة القدس المحتلة.

وقال النتشة في تصريحات إعلامية: "موضوع الأنفاق خطير ومقلق جدًّا، والحديث عنها صعب لأنها سرية، فالاحتلال يضع الحواجز وينفذها بسرية تامة، ولا يطلع أحدا عليها ولا على طبيعتها".

وأوضح أن الأنفاق غير معروفة العدد وخاصة في المنطقة الجنوبية من البلدة القديمة، مؤكدا وجود نفق تحت المتحف الإسلامي جنوب غرب المسجد الأقصى المبارك، وكذلك تحت ساحة البراق كذلك توجد أنفاق عدة، مرجحًا افتتاح نفق جديد خلال المرحلة المقبلة كما تظهر المعطيات المتوفرة.

وحذر النتشة من خطورة الحفريات على الحياة في البلدة القديمة لا سيما قرب حي سلوان الذي ضربت منازله ومحاله الشقوق والتصدعات، لا سيما في المنطقة المسماة العين وفي الشارع الرئيس وفي ما يسميه الاحتلال (مدينة داود).

ولفت النتشة إلى أن هذه الأنفاق لها تشعبات تغلق بالأبواب والسواتر الترابية وبألواح خشبية لا يعلم ما يوجد خلفها، مشيراً إلى أن سلطات الآثار الإسرائيلية، والجمعيات الاستيطانية وعلى رأسها جمعية "إلعاد" الاستيطانية، تنفذ أجندة الحفريات بما يعزز الرواية الإسرائيلية المزعومة.