فلسطين أون لاين

فوز "الديمقراطيين" يقلق (إسرائيل) وقد يعيق خطوات ترامب

...
صورة أرشيفية
غزة - نور الدين صالح

أثار فوز الحزب الديمقراطي في انتخابات التجديد النصفي لمجلس النواب الأمريكي، حالة من القلق داخل أروقة سلطات الاحتلال الإسرائيلي، خشية تراجع دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لها، واهتمامه بالعلاقات الخارجية.

وكان الحزب الديمقراطي الأمريكي، قد حسم الأغلبية في مجلس النواب الأمريكي بعد ضمان عتبة الـ218 مقعداً، بينما حافظ الحزب الجمهوري على الأغلبية في مجلس الشيوخ إثر ضمانه 51 مقعداً.

السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن مايكل أورن، الذي يتولى حاليا منصب نائب وزير في مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو قال لصحيفة "يديعوت أحرونوت": إن سيطرة الحزب الديمقراطي على مجلس النواب الأمريكي، قد تعجل في إعلان الرئيس دونالد ترامب عن "صفقة القرن" لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وبحسب أورن، فإن نتائج الانتخابات سوف تؤثر على (إسرائيل)، ويجعلها تبذل جهودا مجددة في وسط الديمقراطيين واليهود الليبراليين.

مواقف متشددة

المختص في الشأن الإسرائيلي د. مأمون أبو عامر، قال: إن خشية (إسرائيل) من فوز الحزب الديمقراطي تندرج في سياق مخاوفها في التأثير على مشاريع القوانين التي يجري طرحها في الكونغرس الأمريكي.

وأوضح أبو عامر لصحيفة "فلسطين"، أن العلاقات القوية بين ترامب ونتنياهو دفعت الحزب الديمقراطي لاتخاذ مواقف معادية، مشيرا إلى أن فوز الأخير في الانتخابات يُعطيه ترسيم القضايا التي تخص المصالح الإسرائيلية.

وبيّن أن تمرير المشاريع التي يحتاجها ترامب، تتطلب موافقة مجلس النواب، "الذي أصبح يشكل أغلبية من الديمقراطيين"، يحتاج إلى إرضائهم بعد فوزهم.

ورأى أن هذا الأمر قد يدفع ترامب لتغيير الكثير من سياساته الخارجية، من أجل استرضاء الديمقراطيين، سيّما أن لهم تحفظات على سياسات حكومة نتنياهو اليمينية في (إسرائيل).

وأضاف "إذا أراد ترامب تحقيق مكاسب خارجية، سيضطر إلى ممارسة نوع من المرونة تجاه الفلسطينيين، والضغط على (إسرائيل)"، عادا ذلك "أحد عوامل الضغط والعوامل السلبية للانتخابات الأخيرة".

في الأثناء، رأى أبو عامر أن فوز الحزب الديمقراطي سيحد من قدرة اللوبي الصهيوني في التأثير باتخاذ قرارات ومواقف لصالح (إسرائيل).

ويتفق الكاتب والمحلل السياسي في الداخل المحتل رجا زعاترة، مع سابقه، عاداً ذلك "خطوة إيجابية" على طريق تراجع التأييد لصالح ترامب.

وقال زعاترة لصحيفة "فلسطين": إن كل ضربة ضد ترامب "جيدة وإيجابية" في ظل السيطرة المُطلقة له على الحكم وفرضه قرارات في صالح الاحتلال على حساب القضية الفلسطينية.

وعدّ الفوز للديمقراطيين "خطوة أولى في مسيرة الألف ميل، وصولاً لإسقاط حُكم ترامب"، منبهّاً إلى أنه لن يكون هناك تأثير فوري على (إسرائيل) في المرحلة الراهنة.

ويُعد فوز الحزب الديمقراطي بأغلبية مجلس النواب الأول منذ 8 سنوات، رغم التوقعات التي استبعدت ذلك؛ نظرا لحاجة الحزب للفوز بولايات تصوت في العادة لصالح الجمهوريين مثل إنديانا وفيرجينيا الغربية ومونتانا وداكوتا الشمالية.

وتعني سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب أن قدرة ترامب ستصعب بالفعل على تمرير مشاريعه السياسية والتي ستواجه عقبات إضافية؛ حيث يعارضه الديمقراطيون بشكل موحد في جميع أهدافه الرئيسة، من الهجرة إلى قانون الرعاية الصحية وحتى السياسات الخارجية.

وتعتبر انتخابات التجديد النصفي، التي جرت الثلاثاء الماضي، من أهم الاستحقاقات الانتخابية في الولايات المتحدة خلال الأعوام الأخيرة، لا سيما أن نتائجها ستلعب دورا مهماً في تحديد مسار ما تبقى من ولاية ترامب.