فلسطين أون لاين

الترويج الإسرائيلي لـ"سكة السلام"

عندما كانت الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية تشجع الدول العربية لإقامة علاقات بينها وبين كيان الاحتلال الإسرائيلي، كانت تركز على أن هذه العلاقة ستنعكس إيجابا على اقتصاد تلك الدول، حيث ستنتعش التجارة والصناعة والسياحة، وستدر دخلا هائلا عليها، ينعكس بشكل رائع على شعوب تلك البلدان.

ولكن ذلك لم يظهر بعد إقامة علاقات علنية بين هذا الكيان والسلطة الفلسطينية والأردن ومصر، حيث لم تجلب اتفاقيات السلام السمن والعسل للشعوب العربية، وها هي هذه الشعوب بعد مضي سنوات طويلة على توقيع هذه الاتفاقيات مع الكيان الإسرائيلي، أوضاعًا اقتصادية صعبة جدًا.

لا يتحدث مسؤولون في هذه الدول عن الفوائد الاقتصادية التي جلبتها اتفاقيات السلام مع (إسرائيل)، لأنها لا تذكر، ولكن الكيان الإسرائيلي لا يترك فرصة إلا ويحاول الترويج لفوائد مرتقبة لدول عربية بحال عقدت معه اتفاقيات معلنة، ونسجت علاقات معه.

ومن هذه المحاولات، ترويج وزير النقل الإسرائيلي يسرائيل كاتس من مسقط لمشروع للسكة الحديد يربط البحر الأبيض المتوسط بالخليج عبر الدولة العبرية. فلقد حاول في كلمة ألقاها بمؤتمر للنقل الدولي عقد في عُمان، أن يروج لمشروع السكة الحديدية الذي سماه مشروع "سكة حديد السلام"، فقال إنه "مبني على فكرتين رئيستين –(إسرائيل) كجسر برّي والأردن كمركز مواصلات إقليمي". وأضاف "أن المشروع يصب في صالح السعودية ودول الخليج المجاورة إضافة إلى الاقتصاد الفلسطيني".

وبالرغم من أن التجربة أثبتت أن الكيان الإسرائيلي لا يجلب السلام والسمن والعسل ولا المشاريع المفيدة للدول التي تقيم معه علاقات، فإن مسؤوليه ما زالوا يروجون للفوائد الكبيرة التي ستتأتى للدول العربية التي ستقيم معه علاقات سلام وعلنية.

ويلجأ مسؤولو الاحتلال إلى نفس النغمة بالقول إن العلاقات مع (إسرائيل) ستجلب السلام والازدهار والفوائد الاقتصادية الكبيرة.

نحن ومن التجربة الماثلة أمامنا، نعرف أن ما يسمى بالسلام لن يفيد الدول العربية، وإنما يهدف لمصلحة الكيان الإسرائيلي، الذي يسعى ويحاول بكل ما أوتي من قوة، لإقامة علاقات علنية مع الدول العربية، وخصوصا الخليجية، لتحقيق مصالحه الخاصة، فهو يعتقد، أن هذه العلاقات، ستنعكس إيجابًا عليه على كل الأصعدة، ولذلك، لا يترك فرصة إلا ويستغلها، للترويج لفوائد العلاقات معه.

يجب ألّا تنغَشّ الدول العربية بالترويج الإسرائيلي، فلا فوائد متوقعة من العلاقات معه، وأيّ فوائد متوقعة سيجنيها هذا الكيان وليست الدول العربية التي يعدّها جسرًا حتى يصبح دولة معترفًا بها بالمنطقة، ومقبولة، تقيم علاقات طبيعية مع أعدائها السابقين.

طبعا، يحاول من خلال هذه العلاقات، عكس الحقيقة، وتحميل الشعب الفلسطيني التوتر في المنطقة، وليس احتلاله غير الشرعي للأرض الفلسطينية، وتهجيره شعبها، وعدوانه المستمر عليه.

يخطئ من يعتقد، أن بإقامة العلاقات مع (إسرائيل)، سيحل السلام والهدوء بالمنطقة، فلا سلام دون حل عادل للقضية الفلسطينية.