فلسطين أون لاين

يحسدون غزة على القليل

هل تخرج غزة من الحصار منتصرة؟ الإجابة عن هذا السؤال ما زالت مبكرة. ما زالت غزة وحماس في أول الطريق. الأموال القطرية وإن كانت قليلة فإنها شكلت أملًا للموظفين، والأسر الفقيرة والعمال والخريجين. هذا جيد، ولكن ما تحتاج إليه غزة أكثر من ذلك بكثير.

القليل الذي جاء بفضل التضحيات التي قدمتها مسيرات العودة أغاظت المنافقين، والذين فرضوا العقوبات المالية على غزة، وحرموها من حقها في الحياة الكريمة، ليمنعوها من مواصلة المقاومة في ظل حاضنة شعبية مرتاحة. المنافقون زعموا أن أموال قطر هي ثمن لصفقة القرن، ونسوا أن الحرة تموت ولا تأكل بثدييها، وأن غزة كانت حرة على مدار التاريخ، وما زالت حرة، وستبقى كذلك، (ومن في قلبه عظام يحسس عليها).

غزة في حرب 2014م طالبت مصر والمجتمع الدولي بممر مائي لغزة مع العالم تأكيدًا لمبدأ الحرية الذي فرطت به اتفاقية باريس وأوسلو، وحين تلكأت دولة العدو في ذلك، واصلت حماس وغزة بكلها الوطني مسيرات العودة مؤكدة حقها في التواصل مع العالم. اليوم تزعم المصادر العبرية أن دولة العدو وافقت على الممر المائي، وأن قطر ستسهم في تمويل الإنشاء، هذه المزاعم ما زالت قيد المراقبة والاختبار، ولكن لن تنجح تهدئة دون فك الحصار ودون ممر مائي ومطار أيضًا.

ستحاول دولة العدو ضرب الفلسطينيين من الداخل، ببذر الخلافات والنزاعات داخل المجتمع الفلسطيني، ولكن قادة الشعب المخلصين لدينهم ووطنهم لن يسمحوا للعدو بالانتصار، وسيواجهون المنافقين والعملاء ودعاة الفتن، ولن تكون التهدئة إذا تمت بيئة صالحة لهذه الفتن على نحو ما يخطط العدو الماكر.

نعم التهدئة ربما تسمح للفتن بالبزوغ، لكن الوعي بمؤامرات العدو سيحبط هذه الفتن وسيقطع رؤوسها، رغم مزاعم المنافقين الذين زعموا أن جوعة الموظفين تمنع صفقة القرن، وأن شبعهم النسبي، القليل لبضعة أشهر سيمرر صفقة القرن؟! إن مكر هؤلاء المنافقين لن يتمكن من إضلال الناس، فلو كان الفقر رجلا لقتله الأحرار، لذا فإنه من العار تضليل الناس بالأكاذيب؟!