فلسطين أون لاين

لماذا قانون إعدام الأسرى؟

...
مصطفى أبو السعود

وكأن العدو الصهيوني يسابق الزمن لإقرار قوانين تُشرعُ له ما يفعله أو ما قد يقدم عليه، ظناً منه أن ما سيفعله سيربك ساحة عدوه ويشغله في قضايا ليس له طاقة بها، وظناً منه أن تشريعاته ستحمي أمنه من عنفوانالشباب الثائرأو ستردعهمأو تجفف وتخفف دسم الثورة في شرايين الشرفاء.

فتارة يسن قانون الدولة اليهودية، وتارة قانون منع الأذان، وقانون تبييض المستوطنات، وقانون يمنع أسرى حماس من مشاهدة مباريات المونديال، وقانون يمنع زيارات ممثلي الصليب الأحمر وأبناء عائلات أسرى حماس لأبنائهم في المعتقل، وقانون تشديد المؤبد ضد الأسرى إلى ستين عام، وصولاً لقانون إعدام الأسرى.

ما معني قانون إعدام الأسرى؟

لا يخفى على أحدٍ سوء الأوضاع الصعبة التي يعيشها الأسرى الفلسطينيون في السجون الصهيونية والتي لم تشفع لهم عند دولة الاحتلال، حيث نسمع يومياً عن حالات من الأسرى تغزو أجسادهم الأمراض ويتم التعمد في اهمالهم كي يموتوا موتاً بطيئاً، تصور أن أسرى يعانون من أمراض مزمنة وخطيرة ثم يكون علاجهم دواء بالكاد يداوي المريض من مرض الانفلونزا.

من يسمع ويقرأ عن قانون اعدام الأسرى يتبادر إلى ذهنه أن الأسرى الفلسطينيين في السجون الصهيونية يعيشون في بحبوحة من العيش الرغيد، وأن سجونهم عبارة عن فنادق خمسة نجوم مجهزة بما لذ وطاب من طعام أو شراب، ولا يعلم أن سجون الاحتلال هي مختبر يختبر فيه الاحتلال أصناف العذاب ضد الأسرى، وهو مكان يتم فيه اذلال الأسرى نفسياً وجسدياً، فلا احترام لكرامة الأسرى ولا خصوصياتهم، و يؤكد ذلك ما حدث مع الأخوات الأسيرات الفلسطينيات من وضع كاميرات مراقبة تنتهك خصوصيتهنالتي نصت القوانين الدولية على احترامها.

إن آخر ابتكارات الاحتلال الصهيوني هي دراسة ومناقشة قانون يسمح بإعدام الأسرى؛ هذا القانون يعني أنه لن يكون هناك حاجة في قرارات المحاكم العسكرية في الضفة الغربية لإجماع ثلاثة من قضاة المحكمة العسكرية لفرض عقوبة الإعدام، وإنما الاكتفاء بغالبية اثنين من ثلاثة قضاة لتنفيذ حكم الإعدام، كما أن هذا القانون يمنع استبدال الإعدام بعقوبة أخرى، ويسمح بتطبيق العقوبة من غير طلبها من المدعي العام العسكري، إلى جانب أنه يسمح بتطبيقها في محاكم الاحتلال المدنية وليس في المحاكم العسكرية فقط.

ترى ما الذي جعل هذا العدو يشرع كما يريد دون أن يعطي اهمية لأي دولة أو مؤسسة رسمية سواء عربية أو دولية ؟

ربما نجد الاجابة في الامثال التي لم تترك أي ظاهرة إلا وقالت فيها رأيها، فكلنا يعلم المثل " قالوا يا فرعون مين فرعنك ؟ قال لم أ جد منيصدني"، إن المثل السابق يؤكد أن فرعون يمارس عنفه وارهابه دون أن يكترث بالأخرين لأنه يرى فيهم جثثاً هامدة،ثم إن استمرار غطرسة الكيان الصهيوني ما كانت لها لتصل لهذا الحد لولا أنه وجد من يمنحه الشرعية، وهذا يظهر جلياً في عملية التطبيع العربي ، والسياسة الناعمة التي يتعامل معه بها بعض الفلسطينيين.

إن الدولة الصهيونية وهي تناقش هذا المشروع تسعى إلى:

إيصال رسالة للجمهور الصهيوني بأننا لا ندخر جهداً في القضاء على الفلسطينيين الذين ينفذون عمليات ضدكم.

إيصال رسالة تهديد لكل فلسطيني ينوي تنفيذ عملية ضد دولة الاحتلال بأن مصيركم الاعدام.

هل سينجح قانون إعدام الأسرى في احال تم اعتماده في تحقيق ما تصبو له دولة الاحتلال؟

المنطق يقول بأن صاحب الحق لا يهاب ما سيلاقيه من عذاب، فهو يعرف أن طريقه ملغمة وينتظر مصيره ما بين الشهادة أو النفي أو الاعتقال، لذلك لن ينجح الاحتلال في مبتغاه