لست أدري ما الذي يزعج السلطة وفتح من دخول الأموال القطرية لغزة؟! عزام الأحمد يرفض الموقف القطري، ويرى فيه تطبيعًا مع (إسرائيل؟! ) والقواسمي الناطق باسم فتح يعتبر أن ما حدث هو مقايضة المال بالدم؟!. وأن حماس وافقت على ما يسميه ( الحل الإنساني الاقتصادي؟!). ووافقت على تمرير صفقة القرن من البوابة الإنسانية؟!
فتح التي زعمت أنها أول الرصاص أسكتت الرصاص منذ عقود خلت؟! وفتح التي زعمت أنها أم الجماهير قامت بتجويع غزة وحصار سكانها؟! وفتح التي ادعت أنها تتبنى المقاومة الشعبية منعت مسيرات العودة في الضفة؟! وفتح التي زعمت أنها مع وحدة الوطن فرّقت بين غزة والضفة، واستأثرت بالمال دون غزة، وفرضت عقوبات قاسية على غزة، ومنعت الأمم المتحدة والدول من تقديم المساعدة الإنسانية لغزة؟!
حين نجحت جهود مصر، وقطر في تخفيف الحصار، وإدخال بعض المال القليل لغزة للرواتب، ومساعدة الجرحى، وأسر الشهداء، والأسر الفقيرة، والعمال، والخريجين، وجميعهم حرم من حقه في أموال الضرائب الفلسطينية، زعمت فتح أن المال القطري يمرر صفقة القرن من خلال المساعدات الإنسانية لأن المال يمر عبر موافقة (إسرائيل) ؟! ونسيت أن أموال السلطة وفتح تمر أيضا عبر موافقة (إسرائيل) منذ عقود؟! ولا دولار يدخل للسلطة إلا من خلال (إسرائيل)؟!
فتح تريد استبقاء الجوع والحصار على غزة، بينما تنفق أموال غزة من الضرائب على الضفة وعلى الأحمد والقواسمي، وغيرهم ممن يرون القذى في عين غزة وحماس، ولا يرون العود في عيونهم؟! . إنه لمن العار أن تستبقي فتح عباس الحصار على غزة، وتعمل على تعميق الجوع والبطالة بالتعاون مع (إسرائيل)، ثم تزعم أن قطر مخطئة، وأن حماس تقايض المال بالدم، بينما يشهد العدو والعالم أن عباس واتفاق أوسلو هو من قايض المال بالدم، وأن الغنى الذي أصابه المتنفذون حول عباس كان على حساب الشهداء والوطن؟! يا سادة ، لا ترموا غزة بأمراضكم المزمنة، لأن حفنة قليلة من المال القطري دخلت للموظفين والأسر الفقيرة؟!