شدد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار على عدم وجود اتفاقات بين حركته والاحتلال الإسرائيلي، وأن لغة التخاطب مع الأخير هي المقاومة والصبر والتصدي.
وقال السنوار للصحفيين على هامش مشاركته في مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار السلمية شرق غزة أمس: "لن ندفع أي أثمان سياسية. هذه حقوق أساسية ليس لها ثمن".
وأضاف السنوار أن هناك تفاهمات مع المصريين والقطريين وممثلي الأمم المتحدة ومع جهات مختلفة لكسر الحصار عن القطاع، لكن ليست هناك اتفاقات أو تفاهمات بين حماس والاحتلال بالمطلق "ومن يردد غير ذلك فهو لا يقول الحقيقة".
وتابع: "نحن لا نتفق مع هذا الاحتلال. لغة التخاطب معه هي لغة المقاومة والصبر والصمود والتحدي، ونحن ننتزع بعض حقوقنا".
وأبدى السنوار ثقته بأن الحصار "سيتهاوى مرة واحدة وإلى الأبد حتى يعيش أهلنا وشعبنا في قطاع غزة حياة حرة وكريمة ويأكلوا لقمة عيشهم وخبزهم مغمسة بالكرامة والعزة وقد انتزعوها بالمقاومة والصمود ولم يأخذوها مغمسة بعار التنسيق الأمني".
واستنكر مزاعم تربط بين كسر الحصار عن الشعب الفلسطيني وما تسمى "صفقة القرن" و"إغلاق طريق المصالحة (...) وبعض الأراجيف التي يرددها بعض المغرضين الذين يريدون لشعبنا في قطاع غزة أن يظل محاصرا حتى يركع ويتخلى عن مقاومته وثوابته".
وأوضح السنوار أن حماس تسعى لكسر الحصار عن الشعب الفلسطيني وأن تُمكِّنه بما فيه الخريجون والعاطلون عن العمل من العيش حياة حرة كريمة، ومن ثم تنطلق لاستكمال مشروع التحرير والعودة وأولى خطواته بعد كسر الحصار إنهاء حالة الانقسام على أسس الوحدة والشراكة الحقيقية.
وقال رئيس حماس في القطاع: "كلما خففنا عن شعبنا كلما كانت هناك فرصة أفضل للمصالحة الحقيقية المبنية على أساس الوحدة والشراكة ومجلس وطني توحيدي يجمع الكل الوطني الفلسطيني".
وأكد أن مسيرة العودة التي تمثل أسلوبا نضاليا جمعيا، ستتواصل وتتدحرج لأشهر طويلة، متمما بأن الوسائل قد تتغير لكن المسيرة ستتواصل حتى التحرير والعودة.
ننتظر المزيد
من جهته قال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية، حماس، د. خليل الحية: إن مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار السلمية حققت جزءا من كسر حدة الحصار عن قطاع غزة، مضيفا: "لكن مازلنا نراقب وننتظر المزيد"، كما أكد أن المسيرة أعادت القضية الفلسطينية لواجهة الأحداث.
وشدد الحية في تصريحات لصحيفة "فلسطين"، أمس، على وجوب أن يجد الخريجون عملا، والعمال مكانا يعملون فيه، وأن تشهد حركة التجارة والبضائع والأفراد سهولة ويسرًا، وأن ينعم المواطن بأبسط حقوقه الإنسانية كأن يجد الدواء والعلاج والتعليم والبنية التحتية والكهرباء والمياه النظيفة وغير ذلك من الحقوق العامة.
ونبه إلى أن الشعب الفلسطيني لا يريد منة من أحد وإنما أن يعمل ليأكل طعامه بأيديه بعزة وكرامة.
كما قال الحية: "نريد أن يعاد بناء ما دمره الاحتلال عبر الحروب المتعاقبة"، متابعا: "مازلنا نراقب الباقي والمزيد حتى ينتهي الحصار وإلى الأبد".
وأكد استمرار مسيرات العودة كحالة وطنية نضالية شعبية، لافتا إلى أن الفصائل وقوى المجتمع المدني هم من يتحكمون في أشكالها النضالية والكفاحية بما يحقق الأهداف الوطنية والقضية الفلسطينية.
وبيّن الحية أن المسيرات حققت جزءا مهما من أهدافها، في الشق السياسي بعودة القضية الوطنية الفلسطينية إلى واجهة الأحداث بعد محاولات طمسها ومحاولة إظهارها وكأنها قضية إنسانية بعيدا عن البعد السياسي، لكنها استطاعت أن تؤكد أن هذه قضية شعب وهي سياسية بامتياز وليست مجرد قضايا إنسانية والتي هي حقوق طبيعية للشعب الفلسطيني الذي لا يزال يعاني من بقاء الاحتلال مطولا.
والشق الآخر، بحسب الحية، يتعلق بكسر الحصار، قائلا: "اليوم المسيرات تحقق جزءا من حالة كسر حدة الحصار عن شعبنا الفلسطيني بأشكال متعددة يلمسها بشكل واضح وليست سرا، ولكن مازلنا نراقب وننتظر المزيد من (خطوات) إنهاء الحصار".
ولفت إلى أن المسيرات تعيش حالة وطنية وحدودية متوافق عليها، داعيا أبناء شعبنا المنخرطين فيها إلى أن يلتزموا بما تقرره قيادة المسيرات.
وأوضح أنه لولا وجود قيادة لهذه المسيرات لما استمرت لهذا الوقت ولا استطاعت أن تقطف بعضا من ثمار تضحيات أبناء شعبنا الشهداء والجرحى، مردفا بضرورة أن تبقى المسيرات في الحالة الوطنية المتوافق عليها.
وتمم القيادي في حماس: "مطالبنا بكل إخوة لشبابنا الثائرين، لشعبنا بكل فئاته، أن ينسجموا مع تعليمات وتوجيهات السياسة التي ترسمها الهيئة العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار".
وانطلقت مسيرة العودة في قطاع غزة في 30 مارس/ آذار الماضي حيث نصبت خيام العودة على بعد مئات الأمتار من السياج الفاصل بين القطاع وفلسطين المحتلة سنة 1948. وواجه الاحتلال المسيرة السلمية بالرصاص الحي وقنابل الغاز ما أدى إلى استشهاد وإصابة الآلاف بينهم صحفيون ومسعفون.
ويشار إلى أن مسؤولين حكوميين في ثلاث وزارات في قطاع غزة، أعلنوا الثلاثاء الماضي عن رزمة من المساعدات والمشاريع، وسط مساع لكسر الحصار المفروض منذ 12 سنة.