طالبت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، "قيادة السلطة النافذة والمتنفذة" بالابتعاد عن "اللغة التنفيرية" التي تضرب العلاقات الداخلية وتقوض الإنجازات التي تتحقق بعرق ودماء أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
ودحض عضو المكتب السياسي للديمقراطية طلال أبو ظريفة، اتهامات فتحاوية متعلقة بجهود كسر الحصار عن قطاع غزة، قائلًا: "كسر الحصار لا علاقة له بصفقة القرن، ولا يؤدي إلى الانزلاق إليها؛ لأن أحد أهداف مسيرة العودة وكسر الحصار التصدي للصفقة بما تمثله من عدوان على حق العودة والقدس وغيرها، لذلك فالمسيرة أبعادها وأهدافها وطنية".
وجدد أبو ظريفة في تصريحات لصحيفة "فلسطين"، رفض جبهته الإجراءات العقابية التي تفرضها السلطة على قطاع غزة منذ أبريل/ نيسان 2017 جملة وتفصيلا، واصفًا استمرارها بأنه جريمة تساهم بشكل أو بآخر في تعميق آلام القطاع وتؤدي "لهذه الكوارث الحياتية والإنسانية".
وأضاف: "من يريد أن يناضل من أجل كسر الحصار والتصدي لصفقة القرن عليه أن يعيد الوحدة ويعزز الصمود ومبادئ الشراكة والاستراتيجية الواحدة، واحترام المؤسسات وقراراتها ومشاركة الجميع في صنع هذه القرارات في المؤسسات وتطبيقها"، مردفًا "لا نعير اهتمامًا لكثير من الأصوات التي تحاول أن تعيدنا خطوات إلى الخلف".
ونبه إلى أن كسر الحصار مهمة وطنية من الطراز الأول، وبالتالي تم التوافق على فعاليات وأهداف ومضامين وأدوات مسيرة العودة، مشيرًا إلى أنه لولا تضحيات ودماء الشهداء وعذابات المشاركين في المسيرة على مدار سبعة أشهر لما انحنت (إسرائيل) التي تلذذت 12 سنة في عقاب غزة من خلال الحصار الذي يصمت عليه العالم.
وأضاف: "لولا هذه التضحيات لما تحركت كل هذه الأطراف والوساطات لإيجاد الحلول"، واصفًا ما تحققه المسيرة بأنه إنجاز مهم "علينا أن نبني عليه".
وشدد أبو ظريفة على أن مسيرات العودة مستمرة، مبينًا أن أهدافها كسر شامل للحصار، والتصدي للعدوان على حق العودة والقدس والحقوق الوطنية الفلسطينية؛ لرفع كلفة الاحتلال في إطار الصراع معه؛ ليقر بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن مشاركة الجماهير في مسيرات العودة أمس، تؤكد أن الإنجازات التي تحققت جزئية، وأنه يمكن البناء عليها في إطار الاستمرار بهذا الفعل النضالي والكفاحي والزخم حتى تحقيق الهدف المباشر وهو كسر الحصار والتصدي للعدوان على حق العودة.
وتمم أن هناك توافقات وطنية على سلمية هذه المسيرات ووقف كل الأدوات ووضعها جانبًا باعتبار أنها وسائل وليست أهدافًا، لكنه نبه إلى أنه يمكن اللجوء لهذه الوسائل إذا ما تنصل الاحتلال.
موقف من الانفتاح
وفي سياق أخر، طالبت الجبهة الديمقراطية، السلطة بعدم الصمت على الانفتاح الخليجي على دولة الاحتلال الإسرائيلي.
ودعت الجبهة في بيان صحفي أمس، منظمة التحرير والسلطة لـتحمل المسؤولية في الدعوة إلى اجتماع عاجل لمجلس وزراء خارجية الدول العربية "لبحث هذا التطور الخطير، بكل تداعياته الكبرى على ملف الصراع مع الاحتلال، والتصدي لصفقة العصر وإجراءاتها الهادفة إلى تصفية المسألة الفلسطينية".
وانتقدت استقبال العاصمة العمانية مسقط وزير المواصلات والاستخبارات في حكومة الاحتلال "يسرائيل كاتس"، بدعوى المشاركة في مؤتمر.
ورأت الجبهة في هذه الخطوة "طعنة في ظهر القضية الوطنية لشعبنا الفلسطيني، وتنكراً لحقوقه الوطنية المشروعة، وتشجيعاً للاحتلال على نهب الأرض الفلسطينية ومواصلة سياسته القمعية الدموية".
كما رأت في ذلك "طعنة في ظهر الشعب السوري وحقه في استرداد الجولان المحتل، فضلاً عن تشجيع الاحتلال على رفض الانسحاب من مزارع شبعا في جنوب لبنان".
وحذرت الجبهة من مخاطر الانفتاح الخليجي على دولة الاحتلال، كالدعوة التي وزعتها دولة البحرين لوزير الاقتصاد والصناعة في حكومة الاحتلال "إيلي كوهين"، للمشاركة في مؤتمر.
وأشارت "الديمقراطية" إلى أن دعوة "كاتس" إلى مسقط جاءت بعد زيارة نتنياهو لسلطنة عمان بدعوة من السلطان قابوس، وكذلك بعد زيارة وزيرة الثقافة والرياضة ميري ريغيف إلى أبوظبي، ووزير الاتصالات أيوب قرا إلى دبي.
وقالت الجبهة: "هذا الانفتاح المنسق لبعض دول الخليج، يندرج في إطار دعم صفقة العصر وتطبيقها، وانتهاك قرارات القمم العربية، وآخرها قمة القدس في الظهران، والقمم الاسلامية، وآخرها قمة إسطنبول".