فلسطين أون لاين

الأسرى المرضى.. سجلات طويلة في "مسلخ الرملة"

...
صورة أرشيفية
رام الله/ غزة - جمال غيث

محمد أبو خضر، ومنصور موقدة، ومعتصم رداد، وخالد الشاويش، وناهض الأقرع، ورياض العمور، أسماء من سجلات طويلة لضحايا سياسة الإهمال الطبي التي تنتهجها إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى الفلسطينيين.

ويرقد سبعة عشر أسيرًا مريضًا فيما يعرف بعيادة سجن "الرملة" على أسرة متهالكة تفتقر لأدنى التجهيزات الطبية التي يحتاجونها ويقتصر علاجهم على المسكنات والمضادات الحيوية، التي لم تعد تجدي نفعًا.

وتعدّ عيادة "الرملة"، أو ما يعرف بمسلخ "الرملة" أحد أقسام سجن "الرملة".

ووصف مدير مكتب إعلام الأسرى ناهد الفاخوري، عيادة سجن "الرملة" بـ "المستوصف الذي يقدم أقل من الحد الأدنى من العلاج للأسرى المرضى".

وأكد الفاخوري، لصحيفة "فلسطين" أن العلاج الذي يقدمه أطباء إدارة السجون للأسير المريض لا يناسب حالته الصحية، ويقتصر على بعض المسكنات التي لا تلبي الحاجة ولا تساعد في العلاج، ولا تساعد في اكتشاف المرض وعلاجه.

وأشار إلى أن الأسير المريض ينتظر شهورا طويلة؛ ليسمح بعرضه على أطباء عيادة السجن، فيما يتعرض قبل نقله من سجنه إلى "الرملة" لعملية نقل في سيارة "البوسطة" التي تشبه القبور المتنقلة ويتخللها تقييد الأسير، ومنعه من الشرب أو قضاء الحاجة.

ولفت الأسير المحرر إلى أن عملية الفحص الطبي للأسير المريض تتم بصورة سريعة ويكتفي طبيب السجن بالنظرة العامة على الأسير، فيما يحاول استغلال مرضه من خلال تقييم حالته وتقديم التقرير الطبي للمحقق أو السجان الإسرائيلي؛ لابتزازه بطرق التعذيب والضغط التي سيتبعها في انتزاع الاعتراف منه.

ويبلغ عدد الأسرى المرضى، داخل سجون الاحتلال نحو 700 أسير يعانون من أمراض مزمنة، بينهم 30 مريضًا مصابون بمرض السرطان.

ونبه الفاخوري إلى استشهاد العديد من الأسرى المحررين خارج سجون الاحتلال؛ متأثرين بإصابتهم بأمراض السجون، التي أنهكت أجسادهم نتيجة الإهمال الطبي.

إهمال متعمد

وأرجع مدير عام نادي الأسير عبد العال العناني، ارتفاع أعداد الأسرى المرضى إلى سياسة الإهمال الطبي المتعمدة بحق الأسرى.

وتسببت تلك السياسة الممنهجة بحق الأسرى، وفقا للعناني، باستشهاد 217 أسيرًا مريضا.

ووصف عيادة السجن، بـ"المنفى أو المقبرة" للحالات المرضية الصعبة التي يتم تجميعها من قبل إدارة السجون، مؤكدا أن عيادة سجن "الرملة" تفتقر للحد الأدنى لأن تكون مركزًا صحيًا للرعاية الأولية؛ لعدم وجود أطباء مختصين أو أجهزة ومعدات طبية للتعامل مع الأسرى المرضى، ويقتصر دور الممرضين فيها على صرف مسكنات طبية.

وتتفاوت الحالات الطبية داخل عيادة "الرملة" بين أسرى تعرضوا لإطلاق النار أثناء اعتقالهم، أو مرضى يعانون من السرطان والفشل الكلوي والشلل.

وحذر العناني من ارتقاء أسرى مرضى في حال لم تقدم سلطات الاحتلال العلاج والرعاية الصحية المناسبة لهم.

وتواصل سلطات الاحتلال اعتقال نحو 6500 أسير فلسطيني بينهم 450 معتقلا إداريا تمارس بحقهم جرائم مخالفة للأعراف والقوانين الدولية كافة.