داهمت الأمطار الغزيرة ليلة أمس مخيم دير بلوط في أقصى الشمال السوري حيث يؤوي أكثر من 500 عائلة فلسطينية مهجرة بسبب الحرب الدائرة في سوريا، وأغرقت عشرات الخيم ودمرت محتوياتها.
وتسببت مياه الأمطار في تلف الفرش والبطانيات الموجودة داخل خيم المخيم لتشكل معاناة إضافية إلى جانب النقص الشديد في وسائل التدفئة والوقاية من البرد.
وخصّ ناشطون في المخيم "فلسطين" بمقطع مصور ظهر فيه، لاجئة فلسطينية، تناشد الأمم المتحدة ومن وصفتهم بأصحاب الضمائر الحية، ضرورةَ حماية طفلتها ذات السبعة شهور، وتوفير الملاذ الآمن لها.
وقالت اللاجئة: "نناشدكم حماية الأطفال من البرد. مياه الأمطار تدخل على خيامنا ونحن نيام، وتبلل فراشنا"، مشيرة إلى أن المخيم خالٍ تمامًا من وسائل التدفئة، أو الحماية اللازمة من إمكانية غمر الخيم بمياه الأمطار.
ولم تكن مداهمة الأمطار لمخيم دير بلوط هي الأولى في هذا الموسم، إذ تعرض مرتين أواخر الشهر الماضي لذات الأمر، وقد غمرت مياه الأمطار بعض الخيام، وأدت لنزوح العائلات بداخلها لخيام يؤويها لاجئون آخرون.
وقال اللاجئ أحمد حميد المُهجر من مخيم اليرموك داخل مخيم دير بلوط، إنّ مياه الأمطار دهمت خيام اللاجئين على حين غرة، وجرفت كل شيء وتسببت في معاناة كبيرة جدًا".
ونبه لـ"فلسطين" إلى أن أهالي المخيم حاولوا وقبل بدء موسم الأمطار، إقامة أرضيات داخل خيامهم، وسواتر ترابية خارجها، غير أن هذه المحاولات باءت بالفشل في ظل غزارة الأمطار، والهبوب القوي للرياح.
وأوضح أنّ المخيم يمنع سكانه من تركيب صوبات تدفئة داخله، خشية من احتراق الخيم، أو اختناق من فيها، مع إغلاق بواباتها بسبب البرد، فيما تقتصر وسائل التدفئة على وسيلة وحيدة وهي الأغطية والبطانيات التي تم توزيعها.
ويقع المخيم في منطقة اسمها وادي الأفاعي، سمّيت لكثرة وجود الأفاعي، وهي منطقة زراعية منخفضة، يقطع نصف مساحتها نهر، فيما تشرف على المخيم منظمة آفاد التركية للإغاثة مباشرة.
وقال مسؤول اللجنة الإغاثية في المخيم، أيمن الغزي، إن مخيم دير بلوط مكان لا تصلح فيه الحياة مطلقا، وهو مكان وعر، يتعرض مع أي تساقط للأمطار للغرق، واقتلاع الخيام، وخلق عذابات كبيرة للاجئين.
وأضاف الغزي لـ"فلسطين"، أن السكان يطالبون مبدئيا بنقل مخيمهم إلى مكان آخر ، وتوفير مستوصف ورعاية صحية وأطباء وأدوية، إلى جانب مدرسة وباصات لنقل الطلاب، وتقديم مساعدات مادية وإغاثية عاجلة.
وفي السياق ناشد اللاجئون في مخيم دير بلوط رئيس السلطة محمود عباس الوقوف إلى جانبهم وإيجاد حلٍّ لمعاناتهم والبحث عن بلد آمن يستقبلهم، وفقاً لما أفادت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا.
وقال الأهالي في رسالة نشرتها مجموعة العمل، إنّ أبناء مخيم اليرموك وقعوا ضحية جميع الأطراف "الإرهابية" التي دمرت وأفسدت المخيم، وعلى إثره تم ترحيلهم إلى بلدة يلدا جنوب دمشق، وبعدها إلى الشمال السوري.
وأضاف الأهالي في رسالتهم أنهم يفتقدون جميع مكونات الحياة من مدارس ومشافي ومستوصفات طبية، علاوة على افتقادهم للأمن والأمان في تلك المناطق.