قائمة الموقع

"عواد".. معادلة الفوز نقل القراءة للمجتمع المحلي

2018-11-04T16:43:25+02:00
طلابنا يملكون المعرفة والثقافة والقوة

القراءة هدف لم تجعله في مدرستها وبين طالباتها فقط، بل نقلته إلى المجتمع المحلي، فجعلت قاعة انتظار مستشفى حكومي مكتبة وُضِعت رفوفها بسواعد أولياء الأمور، وطالباتها كن مبادرات لقراءة الكتب لمرضى السرطان وغسيل الكلى.

هذه مبادرة مدرسة بنات العودة الأساسية ببيت لحم للمشاركة في مسابقة تحدي القراءة العربي الذي يقام سنويًا في دبي، والتي أهلتها لتحوز المركز الثاني كأفضل مدرسة عربية من بين 25 ألف مدرسة حكومية وخاصة في الوطن العربي.

القراءة في المستشفى

مديرة المدرسة سها عواد تتحدث عن الطريق التي أوصلتها لتجعل مدرستها الثانية عربيًا كأفضل مدرسة: "هذا العام قررت المدرسة المشاركة في مسابقة تحدي القراءة، ولم نشارك في العامين الماضيين لأننا شعرنا أننا لسنا جاهزين بعد لخوض غمار هذه المسابقة".

وأضافت عواد لـ"فلسطين": "جعلنا القراءة أسلوبًا في حياة طالبات المدرسة الـ850، فكل منهن قرأت 50 كتابًا، ووصلت نسبة القراءة إلى 100%"، ولم يكتفين بذلك بل نشرن ثقافة القراءة في المجتمع المحلي خارج المدرسة، حيث أنشأ أولياء الأمور رفوفًا في مستشفى بيت جالا الحكومي في قاعة الانتظار لحثهم على القراءة.

وتابعت: "وعممنا الحملة في قسم السرطان وغسيل الكلى في المستشفى، حيث قرأت الطالبات الكتب لهؤلاء المرضى، كما امتدت الحملة لمدراس ذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى الاشتراك في معرض الكتاب الدولي، وإقامة سلسلة قراءة".

وذكرت مديرة مدرسة بنات العودة الأساسية أنها نفذت 14 مشروع قراءة مع المجتمع المحلي، لتحقيق الهدف الذي أطلقته المدرسة لنقل القراءة إلى المجتمع المحلي الخارجي.

52 ألف مدرسة

وأشارت إلى أنها في البداية خاضت مسابقة على مستوى فلسطين لاختيار المدارس المميزة، ومن ثم خضوعها للجنة تحكيم إمارتية تابعة لمسابقة تحدي القراءة خضعت لها 52 ألف مدرسة عربية حكومية وخاصة في كل بلدان الوطن العربي التي شاركت في التحدي، لتقييم أنشطتهم.

ولفتت عواد إلى أن مدرستها رشحت للتصفيات لتكون من بين الخمس مدارس المرشحة للفوز بالتحدي، وحصلت الكويت على المركز الأول، والثاني كان من نصيب مدرسة بنات العودة بجائزة مالية قدرت بـ50 مليون درهم من نصيب المدرسة ومنسقة المشروع ومديرة المدرسة.

الترشيح ماذا يعني للمدرسة؟ أوضحت أنه بعد الترشيح لخوض التصفيات صار الثقل أكبر والجهد أكبر، لأنها لم تعد تمثل بيت لحم فقط بل فلسطين جمعاء، ما زاد من المسؤولية الملقاة على عاتقها.

يذكر أن فلسطين للسنة الثالثة على التوالي من عمر مسابقة تحدي القراءة، تفوز بالمراكز الأولى كأفضل مدرسة عربية، أو أفضل مدرسة، وحتى أفضل قارئ.

بينت عواد أن فوز فلسطين على مدار سنوات المسابقة الثلاث، دليل على أن فلسطين موجودة في كل الميادين.

وعن الصعوبات التي واجهتها المدرسة في مشروعها، أوضحت أن عدم توافر جميع الكتب للطالبات، وأتيحت بدعم من بعض المكتبات، وعدم توافر الوقت الكافي للطالبات ليقرأن، وتغلبنا عليه باستغلال أيام الإجازات، إضافة إلى عدم معرفة بعض الطالبات كيف يقرأن وتغلبنا عليه بتعليم زميلاتهن لهن، إضافة إلى مشاركة المجتمع المحلي وأولياء الأمور.

فلسطين موجودة

نظام المسابقة يعتمد على الإعلان عن الفائزين بالمراكز الأولى، والمراكز التي تعقبها يخبر أصحابها بعد انتهاء حفل الإعلان عن النتائج، فكيف عاشت مديرة المدراس وكادرها وطالباتها هذه الساعات؟

قالت عواد: "عشنا لحظات توتر رهيبة، كان أكثر يوم عصيب يمر بسبب انتظار النتائج، حينما أعلن فوز الكويت في المركز الأول، خيم الشعور بالإحباط في البداية عليّ وعلى طالباتي، ولكن في المساء حضر وزير التربية والتعليم الإماراتي ليبلغنا بالنتيجة وكانت صدمة مفرحة".

وتضيف: "حتى لو لم نفز بالمركز الأول، ولكنا شعرنا بالفوز بهذا المركز بتقارب الناس وتضامنها مع فلسطين".

ما المميز في مشروع مدرسة بنات العودة الأساسية التي قادها لتكون الثانية عربيًا؟ أكدت أن جميع أنشطة المدرسة على مدار العام كانت مميزة، والعمل بروح الفريق كمعلمات وطالبات أهم عامل ساعدنا على الفوز، ومشاركة المجتمع المحلي بالوجود في مستشفى بيت جالا الحكومي، وفعالياتنا المستمرة كل أسبوع على مدار العام حتى بالإجازة الصيفية، أساس النجاح العمل في حلقة متكاملة.

وخلال ردها على سؤال ماذا أضافت المسابقة لـمدرسة بنات العودة الأساسية؟ أجابت مديرتها: "أضافت للطالبات تشجيعهنّ وتعليمهنّ كيف يقرأن، وقوّت شخصيتهن وجعلت لديهن القدرة على التعبير عما قرأن، كما زادت من ثقتهن بأنفسهن ومعرفتهن أيضًا".

وتواصل حديثها: "الفوز يقول لترامب والمتآمرين على الشعب الفلسطيني والاحتلال الإسرائيلي إننا مستمرون في التحدي رغم القرارات وتهميش المدارس، وفلسطين موجودة على الخريطة وفي جميع الساحات رغم محاولات طمسها إلا أنها قادرة على إثبات نفسها".

وختمت حديثها: "طلابنا يملكون المعرفة والثقافة والقوة ليكونوا موجودين بكل الميادين، فطلابنا يتعلمون رغم الصعوبات".

اخبار ذات صلة