كشف عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، طلال أبو ظريفة، عن "تفاهمات شفهية" بين الفصائل الفلسطينية ومصر تقضي بعودة الهدوء شرق قطاع غزة، تمهيدًا للوصول لوقف إطلاق النار مقابل "تخفيف" الحصار الإسرائيلي.
وقال أبو ظريفة لصحيفة "فلسطين" على هامش مشاركته بمخيم العودة شرق غزة، أمس: إنه "لا يوجد اختراق جدي، لكن هناك تفاهمات لعودة الهدوء مقابل تخفيف الحصار، بمعنى أن التخفيف له موجبات"، مشيرًا إلى أن السلطة في رام الله بذلت جهودا كبيرة لوضع عراقيل أمام الجهود المصرية، بحيث لا يكون هناك وقف لإطلاق النار.
وشدد على أنه لا يجري الحديث عن تهدئة – كونها مرتبطة بالمصالحة -، ولا يجري الحديث عن مصالحة، فما يتم هو تفاهمات عودة الهدوء وهذه ستتم بمعزل عن السلطة.
وأوضح أن التفاهمات تنطلق من نظرية عودة الهدوء، مقابل تخفيف الحصار وادخال البضائع من وإلى القطاع، وحرية السلع ودخول أموال مشاريع إعادة الإعمار وزيادة مساحة الصيد البحري، بالإضافة لموضوع الكهرباء وغيرها من القضايا.
ونبه إلى أن هناك استجابة من قبل الاحتلال ووعود من المصريين، لذا جرى تخفيف بعض أدوات المقاومة في مسيرات العودة أمس الجمعة، لإعطاء مساحة ووضع القضايا السابقة موضع تطبيق، لكن بعيدا كل البعد عن أي مقايضات بوقف مسيرات العودة أو تراجعها.
واستدرك أبو ظريفة أن "الاحتلال لا يؤمن جانبه، لهذا سنرى بالأيام القادمة إذا ما وضعت القضايا موضع تطبيق"، مؤكدًا في الوقت ذاته، أن مسيرات العودة ستتواصل وستستمر بأشكال وروافع متغايرة.
وأعرب عن تقديره للخطوات والجهود المصرية لكسر الحصار عن غزة، مضيفًا: "نتعاطى معها إيجابا ونأمل أن يلتزم بها الاحتلال، لكن لا توجد خطوات جدية حتى الآن، وأن القبول بهذه الحالة لا يتعاكس مع مسألة الاستمرار بمسيرات العودة حتى تحقق أهدافها".
وعدَّ عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، الجهود المبذولة خطوة في الاتجاه الصحيح، يبنى عليها في كسر الحصار ومجابهة سياسات الاحتلال العدوانية، مؤكدًا أن أهداف مسيرة العودة وطنية بامتياز سواءً بأبعادها الاستراتيجية أو الآنية.
وبين أبو ظريفة أنه إذا أرادت السلطة أن تنجح الجهد المصري، عليها تعزيز مقاومة صمود الشعب الفلسطيني من خلال رفع الإجراءات العقابية، والتمسك بضرورة استمرار مسيرات العودة باعتبارها تخلق عامل قوة في إطار رفع كلفة الاحتلال.
ويشارك الفلسطينيون في قطاع غزة منذ 30 آذار/ مارس الماضي في مسيرات العودة شرقي القطاع، للمطالبة بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى قراهم ومدنهم التي هجروا منها عام 1948، ورفع الحصار عن قطاع غزة.