فلسطين أون لاين

​أقمار في سن الطفولة...

"خالد أبو سعيد، وعبد الحميد أبو ظاهر، ومحمد السطري", ثلاثة أقمار مضيئة بنور الشهادة تتجول في سماء فلسطين تضيء الدرب للسائرين على طريق النصر أو الشهادة. ثلاثة أطفال خطفهم من الحياة صاروخ ظالم من طائرة صهيونية مسيرة شرقي دير البلح. الأطفال الثلاثة كانوا ينصبون الفخاخ لاصطياد الطيور. لم يكونوا مسلحين، ولا فدائيين، ولا متسللين، ولا متدربين في إيران، بل كانوا يعشقون الصيد بالقرب من منازلهم الموجودة في الخلاء الفسيح.

كان الأطفال الثلاثة يعشقون الحياة، ويرسمون غدهم بالصيد الذي أحبوه وعشقوه ومارسوه أياما عديدة، ولكن يد الغدر الصهيوني خطفت أرواحهم من أجسادهم، وحولت أجسادهم إلى أشلاء يختلط بعضها ببعض ، حتى يصعب التعرف عليهم. القتل كان عمدا، وبدون مبرر، وقدم دليلا جديدا على غباء العدو وفشل استخباراته، كما قدم دليلا جديدا على استخفاف دولة العدوان والظلم بالقانون الدولي، وبحق الإنسان الفلسطيني في حياة كريمة على أرض وطنه.

جريمة قتل الأطفال الثلاثة بهذه الطريقة البشعة دون تثبت من هويتهم لم يشهدها العهد النازي، الذي طالما اشتكى منه يهود العالم، وحين وقع منهم ، ومن جيشهم القتل بلعوا ألسنتهم، ولم يقدموا شجبا ولا استنكارا، وهذا الموقف دليل على عنصرية يهود، ومفارقتهم لمفهوم العدل، وحقوق الإنسان، ومن ثمة لا يجدر بهم أن يحتجوا على ما فعله النازيون بهم، لأنهم يمارسون أفعال النازيين ضد الفلسطينيين، في زمن الاتصالات المتقدمة، والصورة الشاهدة، التي تفضح الجرائم البشعة ضد الإنسانية.

ما أخفاه النازي لسنوات في الزمن الغابر، لا تستطيع دولة العدو أن تخفيه الآن، ففي دقائق معدودات علم العالم كله بجريمتهم، بعد أن فضحتهم الوكالات والاتصالات والصور، ولكن المؤسف أن دول العالم يسودها النفاق، فقد وقفت صامتة خرساء بكماء لأن الأطفال فلسطينيون، ولا يحملون الدم اليهودي، أو الدم المسيحي؟! ولو استنكر العالم هذه الجريمة ووعد بتطبيق القانون ومحاسبة القتلة، لكان في ذلك بعض العزاء للفلسطينيين، ولكن أنى لهذا العالم المنافق أن يعرف العدالة بعد أن سيطرت الصهيونية على قرارات دوله. إن المنطقة لن تعرف الاستقرار حتى ترتدع دولة العدو عن غيها واستخفافها بالمظلومين، وبدول العالم ، وبالقانون الإنساني.؟! فمن هو البطل؟!