فلسطين أون لاين

حملة شعبية لمساندة عائلات الأسرى والشهداء بقطف الزيتون

...
شاب يشارك في حملة "عونة أهل"
رام الله - محمد القيق

موجة من الانشغال والتفكير عصفت في ذهن الحاج "أبو علي حمدان" حين اقترب موسم قطف الزيتون، فأرضه الممتلئة بالأشجار تحتاج للكثير من الجهد والعون لإكمال جني الثمر الأخضر.

رحل الحاج بتفكيره إلى نجليه الشهيد والأسير اللذين كانا يساعدانه في جني محصول الزيتون.. ومن هنا بدأت حكاية حملة "عونة أهل" التي أطلقها نشطاء فلسطينيون لمعاونة أهالي الأسرى والشهداء في هذا الموسم الذي يحتاج للكثير من الجهد.

فكرة عطاء

يقول الناشط والصحفي عبد الكريم مصيطف لـ"فلسطين" إن فكرة الحملة انطلقت في البداية من قصة الحاج حمدان من قرية دورا القرع شرق مدينة رام الله الذي استشهد نجله "علي" قبل سنوات عدة واعتقل نجله الثاني "سليم" في شهر نيسان/ إبريل الماضي، وحول للاعتقال الإداري، حيث بقي والدهما وحيدا لا يملك من يسانده في جني ثمار الزيتون في أرضه الواسعة، فكانت الحملة درع شرف للعائلة التي قدمت للوطن وما زالت.

ويوضح مصيطف أن القائمين على الحملة لاحظوا موجة تفاعل واسعة من المواطنين فأنشؤوا صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" دعوا من خلالها إلى مشاركتهم في التطوع لخدمة أهالي الأسرى والشهداء في كل قرية ومدينة، لافتا إلى أنها بدأت في قرية دورا القرع ثم امتدت لتشمل قرى أخرى في محافظة رام الله والبيرة منها دير عمار وصفّا ونعلين وبيتونيا وكفر عين.

ويضيف: "درجة التفاعل وصلت إلى أن بعض المواطنين تركوا قطف الزيتون في أراضيهم الخاصة وشاركونا الحملة لمساندة عائلات الأسرى والشهداء؛ وهذا كان دافعا كبيرا لنا للاستمرار في الحملة التي رسمت الابتسامة على وجوه الأهالي، كما أننا لاحظنا تفاعلا على مستوى الصفحة بإرسال طلبات للمساندة أو عرض خدمة التطوع والمشاركة".

ويشير إلى أن رسالة الحملة تتمثل في التعبير عن تضامن المواطنين مع التضحيات التي قدمها الأسرى والشهداء ورد شيء من واجبهم بمساندة عائلاتهم وإظهار التقدير لهم ولما قدموه، مبينا أن الحملة تطمح للاستمرار على مدار السنوات القادمة وأنه من الممكن توسيعها لتشمل المساندة في أغراض أخرى كإعمار منازلهم أو المساعدة بأي خدمة تحتاجها تلك العائلات.

بدوره، يقول الحاج حمدان: "إن هذه الحملة تعيد للذاكرة حملات العون التي كانت تتبعها العائلات الفلسطينية في مساندة بعضها خلال موسم جني الزيتون، حيث كانت العائلة التي تنتهي من قطف ثمار أشجارها تقدم يد العون لعائلة أخرى لم تنتهِ من ذلك بعد، وهو ما كان يزيد من تقوية النسيج الاجتماعي".

وأضاف أن الحملة ساعدته كثيرا في موسم القطاف وأنه بات يشعر بعودة الروابط الاجتماعية من جديد.

وفي الوقت الذي يحاول فيه الاحتلال قطع هذه الروابط وتجريم الشهيد والأسير ومحاولة عزل دورهما المقاوم إلا أن مثل هذه الحملات تخرج لتؤكد أن النفس المقاوم محتضنٌ في الضفة كما في أي بقعة أخرى، وأن أنّات عائلاتهم مسموعة ولديها الكثير من الأيدي لتكفكف عنها.