قرر اتحاد الموظفين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، إيقاف نزاع العمل الذي أقره في الأشهر الأخيرة ردًّا على قرار المؤسسة الأممية فصل مئات الموظفين بغزة تعسفيًّا.
وأوضح رئيس اتحاد الموظفين أمير المسحال، أن قرار وقف نزاع العمل مع إدارة أونروا، جاء بناء على الاتفاق على نزع فتيل الأزمة الممتدة منذ نهاية يوليو/ تموز الماضي.
وكانت "أونروا" قد بررت قرارات الفصل التي أقرتها بالأزمة المالية التي واجهتها في أعقاب تقليص ووقف تمويل الولايات المتحدة للوكالة بقرار من رئيس الإدارة الأمريكية دونالد ترامب.
وبين المسحال في اتصال هاتفي مع "فلسطين"، أن الاتحاد توصل الأسبوع الماضي إلى اتفاق مع إدارة أونروا بشأن فصل 68 موظفًا، وتحويل 510 آخرين إلى العقد الجزئي في إجراء مؤقت نتيجة الوضع المالي الحالي، وإذا توافرت الأموال ستتم إعادتهم إلى الدوام الكامل.
وأضاف المسحال: لم نحقق الكثير، لكننا توصلنا إلى إنهاء نزاع فتيل الأزمة خلال المرحلة الحالية.
وبالنسبة للـ68 موظفًا، أوضح المسحال أنه تم في مرحلة لاحقة من المباحثات استيعاب 15 منهم على نظام العقد الجزئي، فيما سيمنح الباقون حقوقهم كاملة بتكلفة تصل إلى مليون دولار؛ وذلك بدلاً من الفصل التعسفي، على أن يبقوا على قوائم الانتظار خلال عامين إذا استجد أي شاغر وظيفي خلال هذه المدّة، سيتم استيعابهم.
كما بين أن الاتفاق منح هؤلاء فرصة استمرار الدخل لمدة 12 شهرًا، بنظام بطالة أو الدوام اليومي، حسب ما هو متوافر لدى أونروا، ابتداءً من الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وذكر أن عددًا كبيرًا من الموظفين حاصلون على قروض من الوكالة، وعليه خففت أونروا قيمة القسط الشهري بنسبة 50 بالمئة، لتخفيف العبء المالي على الموظف، ومن المقرر التواصل مع سلطة النقد الفلسطينية، لإعادة جدولة القروض مع البنوك المحلية، موضحًا أن هذا الأمر لم تتم الموافقة عليه بعد، لكن هناك جهود من قبل إدارة أونروا، لمساعدة هؤلاء الموظفين.
أما أصحاب عقود العمل الجزئي، فأشار المسحال إلى أن رواتبهم البالغة 50 بالمئة من قيمة الراتب الكلي، هي ليست ثابتة، وأي تمويل أو مشاريع تصل إلى أونروا سترفع مباشرة إلى 70-80 بالمئة، فيما لن توظف أونروا أي أحد على نفس تخصصات هؤلاء الموظفين، وعليه فأي فراغ يحدث سيتم دمج الوظائف لاستيعابهم مرة ثانية، وفق المسحال.
ونبَّه إلى أن الخصومات التي أقرتها أونروا بحق الموظفين مؤخرًا، سترجع كاملة إلى أصحابها.
وقال المسحال إن الاتفاق لم يلبِّ مطالب اتحاد الموظفين، ولكن هذا أفضل ما استطعنا الوصول إليه تزامنًا مع الظروف الحالية، بعد سلسلة الإجراءات النقابية التي خاضها الاتحاد دفاعًا عن المفصولين وخدمة لمليون لاجئ في قطاع غزة.
وأكد أهمية التزام إدارة أونروا بما اتفق عليه اتحاد الموظفين، وإعادة المياه إلى مجاريها مستقبلًا، لطالما لم تحدث كارثة جديدة في الوكالة وبقيت الأمور على ما كانت عليه.
وتمنى ألا يطرأ أي جديد تزامنًا مع قرارات الإدارة الأمريكية، وما قد يسببه ذلك من تقليصات جديدة.
وقال: إن أخلَّت إدارة أونروا، بأي بند من بنود الاتفاق، سننظم فعالياتنا من جديد، خاصة أننا وقعنا الاتفاق مع المكتب التنفيذي للمفوض العام لوكالة أونروا، والمطلوب احترام هذا الاتفاق، وإذا لم يحترم هذا الاتفاق، فإن الشارع الفلسطيني كله يقف معنا.