بينما كان جنود نتنياهو يمارسون القتل والإرهاب على حدود غزة وفي شوارع الضفة الغربية، كان نتنياهو يتفاخر كالطاوس في الخليج العربي بزيارته لعُمان، وبكل أسف تستقبله عُمان، في مشهد يرفضه الفلسطينيون ولم يكونوا يتوقعونه من الأشقاء العمانيين، وقبله استقبال الرياضيين الإسرائيليين في الإمارات وفي قطر.
لا ينكر أحد فضل تلك الدول تجاه القضية الفلسطينية، لكن العودة لمسيرة التطبيع من جديد بعد توقفها سنوات طويلة، أمر يدعو للريبة والخشية, أن تكون لمسيرة التسوية مع الاحتلال، وضمن ما تعرف بصفقة القرن واستغلال نتنياهو لذلك للتسلل خلف صفوف الأشقاء، والذي يستغله نتنياهو ضد الشعب الفلسطيني بقوله إنكم معزولون بينما هو يسافر إلى العواصم العربية.
التطبيع هو الملف الأسود الذي لا يمكن القبول به، وخاصة أن الشعوب العربية ترفضه ولا تتعاطى معه، وتعزل الاحتلال في ذلك، عبر مقاطعة جميع الأنشطة التي تقيمها بعض الدول التي ترتبط معه بعلاقات دبلوماسية، وفي حين يقاطعه تلقائيًا الغالبية العظمى من الجمهور العربي والإسلامي في كل المحافل الرياضية والعلمية والفنية، وينسحب العديد من المتسابقين من مسابقات دولية.
الاستقبال الرسمي العربي لن يغير من حقيقة الاحتلال الدموي الذي يسفك الدماء ويقتل الأبرياء, ويتآمر على الدول العربية، ويخترقها، ويسعى لتخريبها وينشر الفتنة ويغذيها، ويعتاش على الدماء ويدنس المقدسات الإسلامية والمسيحية، ويواصل تهجير الفلسطينيين من أرضهم، ويغتصب فلسطين.
تسلل نتنياهو الجديد سينتهي تأثيره بانتهاء الزيارة، بفضل الرفض الشعبي الواسع لكيان الاحتلال، عربيًا وإسلاميًا، هناك اتساع كبير في التحركات الدولية لمقاطعة الاحتلال والمستوطنات، وإن تفاخر نتنياهو بهذا الاختراق لا يمثل شيئا بل لا يتجاوز تسلل اللص إلى منزل شقيق الضحية التي سرعان ما ستطرده.