فلسطين أون لاين

​السويركي محنة السكري أعادته لتخصصه

...
أصيب السويركي بمرض السكري قبل 25 عامًا
غزة/ هدى الدلو:

لعل المحنة التي عاشها في المستشفى كانت من أصعب الأيام التي مر بها في حياته، ولكنها تحولت فيما بعد إلى منحة، إذ أعادته إلى مساره الذي سهر واجتهد فيه من أجل حصوله على الشهادة الجامعية، بعدما انحرف عن طريق تخصصه في مجال الكيمياء وما تعلمه وتلقاه في الجامعة، ليسلك طريق التدريب والكتابة مدة خمسة عشر عامًا.

عاد بكل بقوة إلى عالم التفاعلات والخلطات ليخفف من ذلك حدة المرض الصامت "السكري" الذي يفتك بخلاياه وأعصابه، وخلايا وأعصاب مرضى آخرين، أخيرًا استطاع الحصول على ترخيص لمنتجه "رشاقة"، الذي توصل إليه من أجل خسارة الوزن للذين يعانون من السمنة.

محمد السويركي (56 عامًا) موظف في وزارة العدل، ومدرب تنمية بشرية، وباحث وكاتب في مجالات عدة، وله مؤلفات ومقالات، منها "الكيمياء الحديثة في ضوء القرآن الكريم"، و"أسرار البناء الداخلي في القرآن الكريم"، والعديد من الأبحاث المترجمة إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية.

وأصيب السويركي بمرض السكري قبل 25 عامًا، وقال: "الجميع يعلم مخاطر هذا المرض، وتأثيره على أعصاب العين، والأطراف، والكلى، هذا فضلًا عن أنه يسبب انخفاضًا في الوزن".

ولعل ما سبق ذكره يمكن معالجته في حال المتابعة الدورية، ولكن أن ينخفض وزنه فجأة من 85 كيلوجرامًا إلى 72 كيلوجرامًا جعله محور شك عند طبيبه المعالج، وأرسله إلى طبيب مختص بعلاج الأورام لإجرام فحوصات طبية، فقد ظن أنه مصاب بورم سرطاني، ولكنه لم يكن سوى السكر اللعين الذي ينخر في جسمه.

باغت السويركي فيما بعد ألم كاد يفتك به، وفاقم وضعه الصحي من الداخل، ليصعب السيطرة عليه، ويسرد أنه قبل ما يقارب عامين تدهورت حالته الصحية، ومكث في المستشفى بسبب وضعه الذي وصف بالخطير نحو 20 يومًا، نتيجة تورم في الفخذ.

يتابع السويركي حديثه: "ولكن المؤلم في الأمر أنني خرجت من المستشفى دون معرفة العلاج المناسب، أو الوصول إلى حل، عدت إلى البيت لأستلقي على ظهري قرابة شهرين، لم أستطع خلالهما المشي أو ثني رجلي، وخلال تلك المدة تعرفت إلى صيدلاني يعالج بالأعشاب، فساعدني على خفض مستوى مخزون السكر".

ولكن لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فتدهور وضع فخذه الصحي وأصيب بنزف فيها، فعاد إلى المستشفى ليصدمه الدكتور المعالج بأنه مصاب بغرغرينا، وأجريت له عملية جراحية لاستئصالها، ثم أخذ الأطباء جزءًا من الفخذ الأخرى لزراعته بدلًا من المستأصلة، يضيف: "الجميع يعلم أن مريض السكر بصعوبة يلتئم جرحه، ولكن ما ساعد على شفائي أن مخزون السكر كان في حده الطبيعي".

تلك الحادثة جعلته يعود إلى تخصصه الدراسي الذي تركه منذ سنوات طويلة "الكيمياء"، فقرر أن يربط حياته بالأعشاب، ويجري تجارب لصنع خلطات للتوصل إلى علاج لارتفاع مخزون السكر، الذي في الغالب لا يعالج بالأدوية، فحقن الأنسولين والأقراص الفموية تخفّض منسوب السكر في الدم فقط، وقد كان متخوفًا أيضًا من انقطاع العشبة لدى الصيدلاني الذي يشتريها منه.

ويبين أنه أصبح يبحث عن فائدة كل عشبة وأهميتها ليصل إلى نتيجة العشبة نفسها التي كان يتناولها، ويستمع إلى الناس عن مدى إقبالهم على الأعشاب، إلى جانب استعانته بموقع (يو تيوب) ومواقع أخرى، والبحث المنهجي عن المواد الغذائية التي تخفض السكر، حتى توصل إلى خلطة مكونة من 12 عشبة، وأطلق عليها "سكارينا"، وجربها على نفسه، وأقبل عليها غيره من المعارف.

رشاقة

ثم قرر البحث وصنع خلطة تعالج السمنة، بعدما شاهد إقبال كثيرين -خاصة النساء- على اشتراء الخلطات التجارية التي تسبب خسارة الوزن، وينبه إلى أن تناول هذه الخلطات مدة تزيد على ثلاثة أسابيع قد يسبب الوفاة، أو يدمر الكلى، وأنها تفقد الجسم الماء، ما يسبب الجفاف.

أما خلطة الرشاقة فهي منتج طبيعي مرخص من وزارتي الاقتصاد والصحة، ويتكون من نخالة القمح التي تشعر متناولها بالشبع، والقهوة الخضراء، والزنجبيل، والكمون، التي من شأنها حرق الدهون في الجسم.

ويختم السويركي حديثه بقوله: "كانت محنة كادت تودي بحياتي، لكنها أعادتني إلى تخصصي الذي التحقتُ به بشغف وحب، وساعدتني على خفض منسوب مخزون السكر، وفتحت لي أفقًا جديدًا في حياتي".