فلسطين أون لاين

​غرفة "4".. نموذج للعذاب النفسي والجسدي للمقدسيين

...
القدس المحتلة - مصطفى صبري

الصغير والكبير من أبناء مدينة القدس المحتلة، يعرف غرفة التحقيق رقم "4" بمركز تحقيق المسكوبية التابع لشرطة الاحتلال الإسرائيلي، فلا يكاد يمضي يوم دون أن تفرغ هذه الغرفة من الأسرى المقدسيين.

ونشرت شرطة الاحتلال، مرات عديدة، مقاطع فيديو مصورة تظهر أساليب التعذيب الوحشية بحق الأسرى المقدسيين في تحقيق المسكوبية الذي يعرف بمركز تحقيق وتوقيف إسرائيلي، يقع في مدينة القدس المحتلة.

ويطلق عليه اسم "المسلخ" ويستعمل للتحقيق مع المعتقلين المقدسيين، ويضم عشرات الزنازين الضيقة الرطبة المعزولة عن العالم الخارجي.

والمسكوبية أو المجمّع الروسي في القدس هي إحدى أقدم المناطق وسط المدينة المحتلة، تعود فترة إنشائها إلى نهاية الحقبة العثمانية في فلسطين.

ورأى الناشط المقدسي محمد القاسم، أن تسريب شرطة الاحتلال مقاطع الفيديو هدفه إرسال رسالة "تخويف" للأطفال والشباب في القدس؛ لثنيهم عن الرباط في المسجد الأقصى أو القيام بأعمال فدائية.

وقال القاسم: "لا توجد معايير للتحقيق في غرفة رقم 4 ولا غيرها"، لافتا إلى أن محققي الغرفة يتعمدون إهانة الشخصيات المقدسية، عبر رسائل واضحة بأنه لا حصانة لهم، كما حدث مع خطيب المسجد الأقصى، والموظفين في دائرة أوقاف القدس.

ووافقه الرأي، خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ عكرمة صبري، قائلًا: إن الغرفة رقم "4" نموذج للانتهاكات الإسرائيلية بحق المقدسيين؛ بهدف بث الرعب والخوف في نفوسهم.

وأضاف صبري: إن "ما يجري في غرفة رقم 4 انتهاكات تتنافى مع أدنى القيم الإنسانية، ففيها تصدر قرارات الاعتقال والإبعاد والمنع من السفر".

ودلل على ذلك بإصدار شرطة الاحتلال في ذات الغرفة، أوامر بإبعاده عن المسجد الأقصى، أو منعه من السفر أو التنقل للضفة الغربية المحتلة.

وبنظر الناشط المقدسي ناصر الهدمي، فإن أولى الانتهاكات بغرفة "4" أنها مخصصة

"لـلأقليات". وقال: "نحن المقدسيين أصحاب المدينة وأهلها نعتبر أقليات من وجهة نظر الاحتلال، وهذا العذاب النفسي الأول أن تكون صاحب الأرض وفي نفس الوقت يتم تصنيفك بأنك أقلية".

بدوره، أكد المحامي وليد عبيدات أن شرطة الاحتلال تحقق مع عشرات المقدسين من كلا الجنسين داخل غرفة تحقيق رقم "4"، لافتا إلى استخدام المحققين أساليب تعذيب مروعة، وإصدارهم لأحكام عالية بحق قاصرين، كما حدث مع الأسير الطفل أحمد مناصرة.

وقال عبيدات إن غرفة رقم "4" مصيدة تنصب للمقدسيين، لإدانتهم وانتزاع الاعترافات منهم، وتقديمهم لمحاكمات غير قانونية.

وأضاف: "الأسرى المقدسيون ضحايا هذه الغرفة، حتى المحررين يتم اقتيادهم إلى غرفة رقم 4؛ لتهديدهم والتنغيص عليهم في لحظة التحرر والاحتفاء بهم".