فلسطين أون لاين

"الوهم المتبدد" .. عملية مهدت لصفقة "وفاء الأحرار"

...
المقاومة مرغت أنف الاحتلال الإسرائيلي
غزة/ جمال غيث:

فجرت المقاومة الفلسطينية بغزة في 25 حزيران (يونيو) 2006م مفاجأة بإعلانها أسر الجندي في جيش الاحتلال جلعاد شاليط، في عملية معقدة.

ونفذت فصائل مقاومة في مقدمتها كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس هذه العملية، التي تسلل فيها مقاومون لأسر جنود من جيش الاحتلال من داخل موقع "كرم أبو سالم" العسكري، جنوب قطاع غزة.

وبدأت العملية بقصف تمهيدي وإشغال لحامية حاجزي "صوفا" و"كرم أبو سالم" بمدفعية الهاون، ثم بدأ التنفيذ الفعلي الذي قامت به وحدة الاقتحام إذ تسللت إلى الموقع عبر نفق أرضي وتمركزت خلف صفوف الاحتلال، ثم انقسمت إلى مجموعات عدة، كل منها كلف بضرب أهداف محددة، أبرزها تفجير دبابة "ميركافاة" كانت تقوم بأعمال الحماية والإسناد في الموقع، ما أدى إلى مقتل اثنين من فريقها وإصابة آخر، ووقوع جندي على قيد الحياة في قبضة "القسام".

وكانت للعملية نتائج، منها صفقة برعاية الوسيط الألماني تنص على إفراج الاحتلال عن 20 أسيرة فلسطينية، وثلاثة أسرى من الجولان السوري، مقابل شريط فيديو مدته دقيقة يظهر الجندي الأسير آنذاك شاليط.

أما النتيجة الرئيسة فكانت إتمام صفقة "وفاء الأحرار" بوساطة المخابرات المصرية، وكان العدد الكلي للأسرى المفرج عنهم في الصفقة (1027)، ونفذت على مرحلتين، الأولى شملت 450 أسيرًا، منهم 315 محكومًا عليهم بالسجن المؤبد، والباقي من أصحاب المحكوميات العالية، و27 أسيرة، منهن خمس محكوم عليهن بالسجن المؤبد.

أما المرحلة الأخرى فنفذت بعد شهرين من الأولى، وفق معايير، أهمها ألّا يكون الأسرى المفرج عنهم معتقلين على "خلفية جنائية"، وفق ما أفاد موقع "القسام".

"الأكثر نوعية"

وقال مدير مكتب إعلام الأسرى ناهد الفاخوري: "إن عملية الوهم المتبدد التي استهدفت موقعًا لجيش الاحتلال شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة في 2006م، وقتل فيها عدد من الضباط والجنود الإسرائيليين، وأسر حينها الجندي جلعاد شاليط من داخل دبابته، كانت البداية للإفراج عن الأسرى".

وأضاف الفاخوري (وهو أحد محرري صفقة وفاء الأحرار): "إن نجاح المقاومة الفلسطينية في الاحتفاظ بالجندي الاحتلالي خمسة أعوام، داخل قطاع غزة، وتسليمه ضمن الصفقة لهو الأكثر نوعية في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي, ويشجع المقاومة على إعادة الكرة مرةً أخرى".

ولفت إلى أن الإفراج عن أسرى كان الاحتلال يتوعد بعدم إطلاق سراحهم يؤكد قوة المقاومة.

وبين الفاخوري أن المقاومة مرغت أنف الاحتلال الإسرائيلي وأجبرته على قبول شروطها، مستدلًّا على ذلك بأعداد الأسرى المفرج عنهم، ومدد محكومياتهم، وموعد التنفيذ.

وأكد أن الشعب الفلسطيني وفصائله لن ينسوا الأسرى، وأن عمليات أسر الجنود والتبادل على رأس سلم أولويات المقاومة، لأنها الطريق الوحيد لتحرير الأسرى.

من جهته ذكر الاختصاصي في شؤون الأسرى ياسر صالح أن الاحتلال أراد أن يبقي على أصحاب الأحكام العالية في سجونه حتى استشهادهم، لكنه أكد أن لدى المقاومة العديد من الأوراق التي تمكنها من إبرام صفقة تبادل مشرفة مع الاحتلال.

وقال صالح: "إن ما في أيدي المقاومة الفلسطينية يجعلها قادرة على تحرير الأسرى من سجون الاحتلال".

وظهر المتحدث باسم "القسام" أبو عبيدة، في بيان تلفزيوني مقتضب على قناة الأقصى الفضائية، في نيسان (أبريل) 2016م، وبدت صور أربعة من جنود الاحتلال في الفيديو.

وقال أبو عبيدة: "لا توجد أية اتصالات بشأن جنود العدو الأسرى، وإن أية معلومات عن مصير هؤلاء الجنود الأربعة لن يحصل عليها العدو مجانًا"، مضيفًا: "إن نتنياهو (رئيس حكومة الاحتلال) يكذب على شعبه ويضلل جمهوره، وأهالي وذوي جنوده الأسرى".

ووفقًا لإفادة هيئة شؤون الأسرى يبلغ مجمل عدد الأسرى في سجون الاحتلال 6000، والأسيرات 58، والأطفال 300، والمعتقلين الإداريين 430، والنواب أربعة، والمرضى 700، والمؤبدات 550، والصحفيين 17، وقدماء الأسرى 28.