لا تقتصر أساليب الحرب القائمة بين دولة الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين على الميدان العسكري فحسب, بل تعدتها لتصل إلى موقع التواصل الاجتماعي"فيسبوك"الذي تحاول دولة الاحتلال من خلاله إزالة كل محتوى يعارض سياساتها .
وكانت إدارة موقع"فيسبوك"قد أغلقت حسابات عدد من المواطنين دون سابق إنذار ضمن اتفاق لها مع سلطات الاحتلال بمراقبة المحتوى الفلسطيني على الموقع .
ويقول الناشط في مواقع التواصل الاجتماعي عبد الله شتات :"في كل مرة أتحدث فيها عبر صفحتي الشخصية على "فيسبوك" عن المقاومة أو غزة يتعرض حسابي للحذف" .
ومدة الإغلاق ,وفقاًلشتات, تتفاوت ما بين أسبوع لعدة أشهر وقد تصل للحذف التام كما حدث معه مؤخراًعند تفاعله مع هاشتاغ لإحياء ذكرى يحيي عياش.
ويتابع :"بعثت برسائل لإدارة "فيسبوك " بغية استرجاع حسابي ,ليردوا بأنت مخالف للمعايير ".
وأوضح أنه تلقى تهديدات عدة بالاعتقال من الاحتلال عبر ما يسمى "كابتن المنطقة " في مدينة نابلس إضافة لتهديدات أخرى من السلطة الفلسطينية , مشيراًإلى أن السلطة والاحتلال و"فيسبوك " يعملون كيد واحدة لإيقاف النشطاء.
وينفي أن تكون هذه التهديدات أو غيرها قد شكلت رادعاًلديه , قائلاً:"لن أتوقف عن نشر الحقيقة وقضية شعبي فصوتي يصل لخارج فلسطين وليس للداخل فحسب " .
وأكد الناشط الاجتماعي أنه يملك عدة حسابات احتياطية لمواصلة النشر من خلالها في حال إغلاق حسابه الرئيسي .
ويبين شتات أنه قام بمساعدة بعض النشطاء بتقديم عدة بلاغات على حسابات إسرائيلية تقوم بالتحريض على الفلسطينيين إلا أن"فيسبوك"لم تستجب ,مما يؤكد أنها مختصة في إغلاق حسابات النشطاء الفلسطينيين فقط.
ولم تكتفِ الحرب الإلكترونية الإسرائيلية بإغلاق صفحات النشطاء والمواطنين، فطالت المواقع والشبكات الإعلامية ذات النهج الوطني كشبكة "قدس" الإخبارية بذريعة أنها تدعو للتحريض على دولة الاحتلال الإسرائيلي.
ويذكر المشرف في الشبكة عز الدين الأخرس أن "قدس" قد واجهت إدارة"فيسبوك"فما كان من الأخيرة أن تبرر الإغلاقات بحجة أنها تعمل وفقاًللقانون الأمريكي لمكافحة الإرهاب وباعتبار أن النشطاء يتبعون لحركة حماس التي عدتها بالحركة الإرهابية , وكل من ينشر لهم سيتعرض للحذف النهائي .
ويقول الأخرس:""فيسبوك"تتعرض لضغوط إسرائيلية كبيرة ضمن سياسة استراتيجية كبيرة من قبل الاحتلال للاهتمام بالإعلام الاجتماعي في محاولة حجب الصوت الفلسطيني ومحاولة تعزيز رواية (إسرائيل).
ويوضح أن حملة الإغلاقات-التي تسري وفق الاتفاق القائم بين شركة"فيسبوك"وحكومة الاحتلال لفرض الرقابة على المحتوى الفلسطيني - قد بدأت منذ ثلاثة سنوات.
ومنذ ذلك التاريخ , كما تابع الأخرس , و"فيسبوك"تلاحق صفحات النشطاء , لتتكثف الإغلاقات مع بداية"انتفاضة القدس"بدواعي التحريض لعمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي .
ويولي رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اهتماما كبيراً للتحريض على الفلسطينيين من خلال صفحات المتحدثين باسم جيش الاحتلال ، وفقاًللأخرس .
وكان برلمان الاحتلال الإسرائيلي(الكنيست)قد صادق في الثالث من كانون الثاني (يناير) الجاري، على قانون "الفيسبوك"، الذي يسمح للمحاكم الإسرائيلية بإزالة وحذف مضامين عن شبكة التواصل الاجتماعي بذريعة أنها تندرج تحت بند "التحريض".
وهو ما يؤكده الخبير في الإعلام الجديد خالد صافي بالقول : ( إسرائيل)تراقب صفحات النشطاء المساهمين في نشر القضية, و فيسبوك تستجيب خلال 24 ساعة للطلبات المقدمة منها بحذف أي حساب فلسطيني ".
ويرى صافي أن ما يجري هو حصار إلكتروني كما الحصار الذي تفرضه دولة الاحتلال الإسرائيلي بإغلاق المعابر وإقامة الجدار الفاصل, لافتاًالنظر إلى أن دولة الاحتلال استصدرت تشريعاً من"الكنيست"بتجريم العمل على هذه المواقع ووصفه بالعمل الإجرامي و تقوم باعتقال القائمين على بذلك في الضفة والأراضي المحتلة عام 48م.
ويضيف :"المعايير السابقة التي كان يغلق على أساسها الحسابات هي وضع صور أو فيديوهات لعمليات فدائية وغيرها , إلا أن الأمر تعدى ذلك في الآونة الأخيرة ليصل للكلمة ", مبيناًأنه تم إغلاق حوالي 200 حساب لكتابتهم على وسم يحيى عياش .
ولا يقف النشطاء مكتوفي الأيدي أمام هذه الإغلاقات فبحسب صافي أنه بمجرد إغلاق أي حساب يدعمون بعضهم البعض بنشر الحسابات الجديدة للوصول لنفس عدد المتابعين في الصفحات السابقة .
ويعتقد أن"فيسبوك"تقدم على هذه الخطوات سعياًلكسب عملائها بتقديم أفضل الخدمات من أجل استمرار أرباحها التجارية.