فلسطين أون لاين

​أوجدت لنفسها مصدر دخل متحدية ظروف القطاع

"كوثر الزبن" تحوّل "الخيش" إلى لوحات فنية فريدة

...
صورة أرشيفية
رفح-غزة/ يحيى اليعقوبي:

بأناملها تصنع مشغولات يدوية بأشكال وأحجام متنوعة، بلمسة احترافية تمنحها رونقًا جماليًّا فريدًا بعد ساعات طويلة تقضيها في حياكة وتصميم مشغولاتها، ما يثير إعجاب متابعيها على مواقع التواصل الاجتماعي، فأوجدت لنفسها مصدرًا للدخل، لكن الأهم للمواطنة الغزية كوثر خالد الزبن (29 عامًا) هو تطوير موهبتها الفنية بالمشغولات اليدوية.

قبل بدء مشروعها الذي أسمته "الكوثر" لـ"جمال المعنى" كما تقول كانت تطرز بعض المشغولات لها ولأحبتها على مراحل متباعدة، متأثرة بالجذور التاريخية لعائلتها في "الخياطة"، فجدها كان يعمل في مجال الخياطة، "ومن أشهر خياطي مدينة رفح".

والزبن خريجة تربية إسلامية من الجامعة الإسلامية، وهي من سكان محافظة رفح، ومتزوجة وأم لثلاثة أطفال.

فكرة ودافع

لكن ما السبب الذي جعلها تسير على خطى جدها؟، تجيب: "كنت أرى الكثير من المشغولات المطرزة، التي كانت جدتي تطرزها كلوحات فنية جميلة؛ فأحببت هذا العمل ووجدت نفسي به".

وهكذا بدأت الزبن منذ سنوات ترجمة حبها لفن المشغولات اليدوية، بتطريز بعض المشغولات الصغيرة، من مكونات متوافرة لديها في بيتها، بداية بتطريز المحافظ وإهدائها إلى أحبتها، "ومع ضيق الأحوال المادية، لأكون عونًا لزوجي وعائلتي قررت استثمار موهبتي وهوايتي في مجال فن المشغولات ببيع ما أنتجه" تقول.

أنشأت الزبن صفحة خاصة بها على مواقع التواصل الاجتماعي لعرض ما تنتجه من مشغولات، فبدأت بإنتاج أشكال مطرزة مختلفة، تضاف إلى الأكواب والأباريق، وهدايا صغيرة على شكل مظاريف عيديات مطرزة، مستخدمة قماش "الخيش" بفنّ لا قماش التطريز، نوعًا من التغيير، ما لاقى إعجابًا كبيرًا من متابعي صفحتها.

وجدت الزبن تشجيعًا من زوجها وأهلها وأصدقائها، تكمل: "هذا ما شجعني على تطوير عملي بالبحث، والعمل على تطوير المشغولات، وأصبحت تأتيني أفكار وأجربها وأنتجها، فتخرج للمتابعين بأجمل اللوحات".

أشكال مختلفة

فزينت علب الهدايا، وصنعت معلقات لأبواب الشقق، وطرزتها بأشكال متنوعة وأضافتها إلى الأكواب، وطرزت أكياسًا بأحجام مختلفة للهدايا، وميداليات وسلاسل مطرزة، وصنعت العديد من الأشغال الأخرى.

"عجلة بائع الورد" كانت من أكثر الأعمال التي أنتجتها، لأنها حظيت بطلب متابعيها، فحولت أكياس "الخيش" مع الأعواد الخشبية بعد تطريزها إلى تحفة فنية زينتها بباقة من الزهور، ثم طورت فكرتها مع بعض الإضافات الفنية، لتصبح "تحفة" تستخدم في تبديل "المحابس" في مراسم الزفاف.

ومع ذلك تواجه الزبن صعوبة في توفير المواد الخام لارتفاع سعرها، ولعدم وجودها وتوافرها أحيانًا، "فمرات عديدة احتجت تشطيب بعض الأشغال، ولكني لم أجد المواد اللازمة لذلك" تتحدث عن الصعوبات التي واجهتها.

"فلسطين" تسأل الزبن عن كيفية الموازنة بين عملها وأسرتها، فترد: "كنت أنتهز فرصة وجود أبنائي في المدرسة، وذهاب زوجي إلى العمل لأصنع المشغولات، وأحيانًا أسهر ليلًا لأنجز ما يطلب مني، وفي الكثير من الأوقات يساعدني زوجي ويدعمني نفسيًّا ومعنويًّا لأستطيع إكمال العمل بجمال وعلى أكمل وجه، لشدة الإرهاق والتعب كوني أعمل ساعات متواصلة، وأحيانًا آخذ المشغولات في زياراتي العائلية لأنجز منها قدر ما أستطيع".

رغم ما واجهته الزبن من صعوبات في تسويق أشغالها، نتيجة الظروف الصعبة التي يعيش فيها أهالي القطاع، استمرت وواصلت العمل الفني دون انقطاع، حتى استطاعت تثبيت مشروعها "الكوثر" وبات لها مصدرًا للدخل، تختم: "رغم ما نعيش من ظروف ما زال شعبنا يبدع وينتج ليرسم أجمل الصور، ويزرع الأمل في قلوب الجميع".