فلسطين أون لاين

​كيف قتل "باراك" 300 فلسطيني في ثلاث دقائق؟

...
صورة أرشيفية
غزة/ نور الدين صالح:

سجّل اعتراف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، بقتل ثلاثمائة فلسطينيًّا في ثلاث دقائق ونصف الدقيقة، خلال توليه منصب وزير الجيش "سابقة خطيرة".

ونقل الموقع الإلكتروني لصحيفة "معاريف" العبرية عن باراك قوله: "عندما كنت وزيرًا للجيش قتلت أكثر من ثلاثمائة من أعضاء حماس في ثلاث دقائق ونصف الدقيقة، في هجوم نفذه سلاح الجو".

جاء تصريح باراك بعد "جلسة صاخبة" للمجلس الأمني المصغر لحكومة الاحتلال "الكابينت"، وقالت وسائل إعلام عبرية: إن "خلافًا حادًا" نشب في الجلسة التي عقدت الخميس الماضي، لمناقشة الوضع الأمني مع قطاع غزة، في حين وصف باراك ذلك الخلاف بـ"المشاجرات الصبيانية".

وتولى باراك وزارة جيش الاحتلال بين عامي 2007 و2013.

ولم يُحدد باراك موعد الهجوم الذي نفذه وأدى لقتل هذا العدد الكبير من عناصر "حماس" وفق تعبيره، لكنّ الوقائع الفلسطينية تُشير إلى أن المقصود بحديثه هو الحرب العدوانية شنتها (إسرائيل) في 27 ديسمبر/ كانون الأول عام 2008.

واستيقظ الفلسطينيون في قطاع غزة في صباح ذلك التاريخ، على مجزرة بشعة جديدة نفذتها طائرات الغدر الإسرائيلية.

وبدأ جيش الاحتلال العدوان المدمر، بأكبر ضربة جوية في تاريخ الحروب من خلال 70 طائرة حربية من نوع "إف 16" قصفت في آن واحد مواقع وزارة الداخلية كافة، مخلفة بذلك نحو 300 شهيد من أصل 1444 قضوا خلال العدوان الذي استمر 22 يومًا متواصلة.

واستخدمت قوات الاحتلال في ذلك العدوان عددًا من الأسلحة المحرمة دوليًا في مقدمتها اليورانيوم المنضب، حيث حملت أجساد بعض الضحايا آثار التعرض لمادة اليورانيوم المخفف بنسب معينة، وكذلك الفسفور الأبيض الذي وثقت الكاميرات انفجاره في الهواء قبل ملامسته أجساد الضحايا، وهو ما أكدته منظمة "هيومن رايتس ووتش". ووفقًا لبيانات رسمية فإن نحو ثلث شهداء عدوان 2008 من الأطفال (412) و(111) امرأة، فيما أصيب نحو خمسة آلاف آخرين، وأبيدت خلال الحرب عائلات بأكملها من ضمنهم عائلة السموني التي فقدت 29 من أفرادها.

ويكرر باراك اعترافاته خلال الجلسة ذاتها بقوله: إنه شارك في عملية أخرى أسفرت عن مقتل شخص واحد فقط، "لكنه كان رئيس أركان حركة حماس في ذلك الوقت"، حسب تعبيره.

ولم يذكر باراك تفاصيل تلك العملية، ولكن في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012 استشهد نائب القائد العام لكتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) أحمد الجعبري في قصف إسرائيلي على سيارته وسط مدينة غزة.

وتُعد هذه المرة الأولى التي يأخذ باراك على عاتقه المسؤولية عن هاتين العمليتين.

ويختم باراك حديثه بانتقاد أداء حكومة الاحتلال الحالية في التعامل مع قطاع غزة، وقال: إن رئيسها بنيامين نتنياهو يستسلم لكل نزوات حماس، وينهار تحت النار، وهو أمر غير معقول، وفق ادعائه.

وتشهد حكومة الاحتلال الإسرائيلي خلافات في كيفية التعامل مع الوضع في غزة، في ظل رفضها رفع الحصار عن القطاع.

وصمة عار

الناطق باسم الشرطة الفلسطينية في قطاع غزة المُقدم أيمن البطنيجي، عدّ قصف الاحتلال الإسرائيلي مقرات الشرطة المدنية "وصمة عار" في جبينه.

وقال في حديث لصحيفة "فلسطين": "رغم أن قصف مواقع الشرطة كان موجعاً، فإن الأجهزة الأمنية وعلى مدار السنوات الماضية زادت قوّة وإصرارًا على تقديم الخدمة لأبناء الشعب الفلسطيني"، مؤكداً أن الاحتلال لن يستطيع ردع أجهزة الشرطة.

وأضاف: "الكل يعلم أن غزة ما زالت تنعم بمنظومة أمن رائدة في المنطقة والمحيط قد يقل مثيلها رغم كل الظروف القاسية التي مرّت بعد ذلك والتي كانت أقسى من قصفنا وضرب المقرات".

وبيّن البطنيجي أن الأجهزة الأمنية "لا تزال تتحدى الظروف الراهنة باستمرارها في تقديم خدماتها، قائلا: "من العار على العدو تفاخره بالجريمة التي ارتكبها خلال حرب 2008".

وختم حديثه: "شعبنا اليوم أقدر على فهم وكشف حقيقة هذا العدو، ومهما حاول فإنه لن يستطيع أن يُغير الواقع".