فلسطين أون لاين

​وقت القصف.. ما على المعلم فعله؟

...
غزة/ هدى الدلو:

الوضع في قطاع غزة لا يراهن عليه أحد، فبعد أن توجه الطلاب صبيحة أمس إلى مدارسهم، شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي غارات متفرقة على مواقع مختلفة في غزة، مما تسبب بحالة من الخوف والفزع، قد يؤدي لإصابة البعض بحالة نفسية، خاصة الطلبة في المراحل الابتدائية، وقد يزداد خوفهم وقلقهم نظرًا لبعدهم عن ذويهم، وهنا يأتي دور المعلم في التعامل مع الطلبة في حالة القصف وما يسببه من خوف وفزع في صفوفهم..

الاختصاصية النفسية سمر قويدر، قالت: "في حالة القصف، والطيران المنخفض، والأصوات العالية كتفريغ الهواء، فإن الخوف والقلق يدب في قلوب الجميع، ولكن يبدو جليًا على الأطفال في المراحل الدراسية الدنيا".

وأضافت: "ولكن درجة الخوف تتفاوت من طفل لآخر، وفقًا لشخصيته، وقدرته على التحكم في ردة فعله، ومدى تهيئة أهله له وتقبله للأمر، فعند حدوث قصف أثناء والطفل في المدرسة، فإن مهمة تهدئة روعه، والسيطرة على حالة الطلاب داخل الفصل الدراسي تقع على عاتق المدرس نفسه".

وأوضحت قويدر أنه في البداية يجب على المعلم أو المعلمة تمالك أعصابهم، وضبط أنفسهم، والسيطرة على ردة فعلهم، حتى لا يكونوا مصدر قلق لطلابهم.

وأشارت إلى أنه عند حدوث القصف فإنه يقع على المدرس مسئولية ما يقارب 40 طالبًا في الفصل، فأول ما يجب على المعلم القيام به هو محاولة إيجاد مصادر الأمان، وإبعادهم عن أماكن الخطر، كالنوافذ الزجاجية، والجداريات المعلقة في الفصل، والابتعاد عن الأماكن التي تسبب الأذى.

وتابعت قويدر حديثها: "نحن في غزة نعيش حالة طوارئ دائمة، فيمكن حدوث القصف في أي وقت، لذلك على المدرس ألا يكون سببًا في زيادة حالة القلق والخوف والتوتر لدى طلابه، خاصة إذا صدر عنه ردة فعل غير طبيعية، أو صرخ على طلابه عند تعبيرهم عن حالة الفزع جراء سماعهم لأصوات القصف".

ولفتت إلى أنه على المدرس بعد سماعهم الطلبة للقصف تهدئتهم، وتوضيح أن الأمر ليس جديدًا، وأنه حدث عابر سيذهب في حال سبيله، كما عليه إعادة الطلبة إلى وضعهم الطبيعي، من خلال ممارسة نشاط جماعي بين الطلاب، لإعادة الأمان والاستقرار داخل غرفة الصف، ومحاولة الاستماع للطلبة للتعبير عن مشاعرهم حال سماعهم للقصف.

ولعل بعض الطلبة داخل الصف يعبر عن ردة فعله بطريقة مختلفة، فبينت قويدر أنه يجب على المدرس مراعاة الحالة النفسية لهذا الطالب، فقد يكون مر بتجربة مريرة فتتولد لديه ردة فعل غير متوقعة ومختلفة عن باقي زملائه، ولكن يجب على المدرس تقبل حالته، ومراعاة مرحلته العمرية، ومحاولة الحديث معه لاستعادة الوضع الأمني وحالة الاستقرار النفسي لديه.

واستكملت قولها: "كما يمكن استدعاء أهله في بعض الحالات إذا لم يستطع المدرس السيطرة عليه، للتهدئة من روعه، أو الاستعانة بالمرشد النفسي في حال عدم قدرته على التكيف مع الوضع القائم، وعدم تركه بين الطلاب حتى لا يكون مصدر قلق وخوف لدى زملائه الباقين".

ونبهت قويدر إلى أن الطلبة في المرحلة المسائية يقع على الأم عاتق تهيئة طفلها قبل ذهابه للمدرسة، وبذلك يذهب إليها وهو مطمئن ومرتاح نفسيًا، ولكن يجب على الأم أن تنتبه لطفلها إذا ما كان يتحجج بالقصف حتى يمتنع عن الذهاب للمدرسة.

وأوضحت أنه يجب على الأم إخراج طفلها من حالة الخوف، حتى يتمكن من إكمال دوامه الدراسي بتركيز، ويمكن للأهل مرافقة طفلهم عند الذهاب للمدرسة، أو الاتصال والاطمئنان عليه، حتى يشعر بالأمان.