فلسطين أون لاين

حمامي: خطورته بإلغاء الوجود الحضاريِّ العربيِّ

مشروع القطار الهوائي لإغلاق الطرق المحيطة بالأقصى

...
مخطط سير"القطار الهوائي"في مدينة القدس المحتلة
القدس المحتلة / غزة - يحيى اليعقوبي

مشروع تهويدي آخر تخطط سلطات الاحتلال الإسرائيلي لإقامته بدلًا من طريق "وادي الربابة" الذي يربط المسجد الأقصى المبارك بالأحياء العربية، بهدف صبغ منطقة سلوان المجاورة للمسجد بتاريخ تلمودي مزوّر، وإلغاء أي معلم حضاري للمدينة المقدسة إسلاميًا وعربيًا.

إلى الجنوب من المسجد الأقصى بالقدس المحتلة، يتربع وادي الربابة -أحد أحياء بلدة سلوان- على مساحة تبلغ نحو 210 دونمات، يعيش فيها 800 مقدسي في ظروف حياتية قاسية، سببها مضايقات أذرع الاحتلال المختلفة سعيًا لطردهم من أراضيهم.

وكانت قوات الاحتلال اقتحمت أول من أمس أراضي الفلسطينيين بحي وادي الربابة في بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى، حيث انتشر الجنود في مساحات واسعة من الأراضي (تُقدر بعشرات الدونمات) وشرع جنودها بأعمال تجريف واقتلاع أشجار مزروعة فيها، ومنعوا المصورين الصحفيين من الاقتراب من المكان، ما يطرح تساؤلًا: هل بدأ الاحتلال بتنفيذ مشروعه (القطار الهوائي)؟

عزل الأقصى

ويقول الناشط السياسي بمدينة القدس، فخري أبو دياب: إن "الاحتلال يستهدف منطقة جنوبي المسجد الأقصى بالمشاريع التهويدية، وكان قبل شهرين أعلن منطقة وادي الربابة والممتدة على نحو 100 دونم، منطقة مصادرة، بهدف تغيير معالم البلدة القديمة وخنق المسجد الأقصى بالمشاريع التهويدية".

وأضاف أبو دياب لصحيفة "فلسطين" أن الاحتلال استعان بقوات جيشه، في القيام بأعمال خلع الأشجار أمس، بهدف غرس مفاهيم عقائدية لديهم، بأنهم ليسوا مرتزقة، وهذا يدلل على أنها (إسرائيل) دولة عسكرية قائمة على قوة السلاح، وأعمال العربدة على الفلسطينيين.

وأوضح أن المشاريع التهويدية بمنطقة "وادي الربابة" والواقعة في الجهة الجنوبية الغربية للمسجد الأقصى وتبعد نحو 400 متر عن ساحة البراق، تهدف لعزل المسجد عن باقي المناطق العربية واغلاق محيطه، ومنع الفلسطينيين من استخدام الأراضي والبناء عليها.

وبين أن الاحتلال يهدف من وراء إقامة القطار الهوائي في هذه المناطق، إلى تسهيل وصول المستوطنين وجنود الاحتلال للمسجد الأقصى، وحجب رؤية الأقصى عن من يسكن بالأحياء العربية (جبل المكبر، وصور باهر، وحي سلوان).

وأشار إلى أنه من يأتي من السياح الأجانب لزيارة البلدية القديمة يرى الهوية الحقيقية للمسجد الأقصى، ومعالمها الإسلامية، لذا يتركز مشروع الاحتلال على صبغ واقع جديد بالمنطقة، وبناء مستوطنات وهدم منازل الفلسطينيين فيها وطردهم، وتزوير التاريخ.

ولفت إلى أن الاحتلال أعطى سكان "وادي الربابة" أوامر هدم، مشيرًا إلى أن هذه المنطقة مليئة بأشجار الزيتون بعضها مزروع منذ نحو 500 عام.

طور الدراسات

من جانبه، بين عضو الهيئة الإسلامية العليا بالقدس جميل حمامي، أن مخطط الاحتلال ما زال في طور الدراسات من أجل التنفيذ؛ ويتضمن إقامة قطار هوائي يمتد من منطقة القصور الأموية إلى جبل الطور، ثم بوادي الربابة، لربطه بالمخطط الكبير الذي يسعى إليه بمنطقة حائط البراق، بحيث تكون منطقة ذات صبغة تلمودية.

وذكر أن الاحتلال ماضٍ في مخططاته بالمنطقة في ظل انشغال العالم العربي بالصراعات الإقليمية، وهو يتحين الوقت لتنفيذ مشاريعه، وطمس هوية المدينة المقدسة والبلدة القديمة الحقيقية وبعدها التاريخي والحضاري وإضفاء طابع عبري يهودي على القدس المحتلة.

وبين أن الأراضي التي سيمر عليها القطار الهوائي كلها أراض وقفية إسلامية، والخطورة لا تتمثل فقط بمصادرة الأراضي، بل بالفكرة الأساس القائمة على إلغاء الوجود العربي والحضاري، موضحًا أنَّ القطار الهوائي سيغلق المنطقة الملاصقة للمسجد الأقصى أمام المصلين، لإضافة لسلب الأراضي من حي سلوان.