هكذا يبدو المشهد على حدود غزة، بعد تهديدات الاحتلال الأخيرة، خاصة بعد الجمعة الأكثر سخونة في الأسابيع الأخيرة من مسيرات العودة، لكن في الحقيقة تظهر حالة الارتباك الإسرائيلي مما يدور على حدود غزة، وتظهر محاولة جديدة للهرَب من الواقع الأمني الدائر هناك.
تقديرات الاحتلال قائمة على إمكانية إيقاف مسيرات العودة دون رفع الحصار عن قطاع غزة، وهذا لا يمكن أن يتحقق في مواجهة الجماهير التي خرجت تطالب بحقها في العودة وكسر الحصار، وأن 7 أشهر من مسيرات العودة يمكن أن تصبح عامًا ويزيد ما لم تتحقق أهدافها، وهنا صراع الإرادات بين الاحتلال والشعب المقاوم الذي تمرس على الصمود في وجه الاحتلال.
السير على حافة الهاوية أصبح لعبة خطرة يسير عليها وزير الجيش الإسرائيلي ليبرمان ورئيس الأركان آيزنكوت، دون إدراك لمخاطر ذلك، مع سير من التهديدات التي تصدرها قيادات الجيش ووصلت إلى منح مدد محددة لإيقاف مسيرات العودة، التي لا يمكن أن توقفها أي قوة دون أن تحقق أهدافها.
السياسة التي يتبعها الاحتلال، تقود نحو مواجهة حتميَّة بين المقاومة والاحتلال، نظرًا لاستمرار الإرهاب والاعتداءات على حدود غزة التي يمارسها جيش الاحتلال ضد المتظاهرين، والولوغ في دماء الأبرياء.
حدود غزة ملتهبة في الأيام الأخيرة، وقد نشهد مزيدًا منها في الجمعة القادمة، وستكون ردًّا واضحًا على تهديدات الاحتلال، إن لم يذهب الشبان إلى أبعد منذ ذلك باقتحام الحدود بالآلاف، وهو ما يفعلونه اليوم بالمس بهيبة جيش الاحتلال، وذلك عبر الحراك السلمي الذي يقومون به.
يمكن للحراك المصري هذا الأسبوع أن ينجح في حالة واحدة، هو إقناع عباس بإيقاف العقوبات على غزة، ورفع يده عن التهدئة مع الاحتلال، والإسهام في كسر الحصار، وكفّ يد الاحتلال عن غزة، سنكون حينها أمام مواجهة حتمية بين الاحتلال والمقاومة التي وصلت لمرحلة يصعب عليها تمرير ما يحدث، وحالة ضبط النفس يمكن أن تنتهي في مرحلة معينة، قد نقترب منها، أو بادر الاحتلال لأي اعتداء يصل إلى مرحلة السقوط في الهاوية.