فلسطين أون لاين

​شعب جسور، وأمل سيتحقق

يبدو أن قيادات العدو قد باتت تتخوف من تداعيات مسيرات العودة، بعد أن فشل القتل الذريع والرصاص المتفجر في إيقافها، أو التخفيف من زخمها، وتأثيراتها على الضفة الغربية. غزة في نظر المحللين لا تملك ما تخسره بعد سنوات الحصار الطويلة، وهي في نظرهم لن تتخلى عن المسيرات والمقاومة، حتى لو كانت على شفا حرب رابعة.

كانت الجمعة الماضية جمعة دامية، حيث قتلت القناصة الإسرائيلية ما يزيد على عشرة شهداء، وأصابت عشرات الجرحى، ومع ذلك فشلت في ردع المتظاهرين، أو التخفيف من جسارتهم وجرأتهم على الجيش، واقتحام السلك الشائك. ثمة تداعيات تراكمية بدأت فيما يبدو تزعج قيادة الجيش، وقيادات المستوى السياسي، وهذا في اعتقادي هو ما يفسر تكاثر التهديدات الإسرائيلية بحرب جديدة على غزة، حيث التقى بينيت المتعصب، وليبرمان المتطرف، وغلانيت وزير الإسكان، ونتنياهو معا على تهديد غزة وحماس بحرب رابعة واسعة النطاق، دون احتلال غزة، ودون رفع الحصار عنها.

تهديدات الاحتلال لشعب فقير ومحاصر لا تدل على قوة عسكرية رادعة عند المحتل بقدر ما تدل على حالة خوف وقلق على المصير الأسود المنتظر، الذي دخل كل بيت يهودي ومستوطن حول غلاف غزة المشتعل بقرار اللاجئين بالعودة إلى وطنهم وديارهم رغم الحصار ورغم تآمر المتآمرين.

الشعب الذي لا يخاف العدو، ولا يمن على ربه بالتضحيات، لن يهزم بقوة السلاح أو المؤامرات، وسينتصر حتما، وسيصل إلى مراده، سواء على المستوى القريب برفع الحصار، أو على المستوى البعيد بالتحرير، والخلاص من المحتل الغاصب.

لم تعد غزة الشعب اللاجئ الذي ينتظر الإعاشة الشهرية من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، لكي يحيا ويطعم الأولاد بانتظار الجيش العربي المحرر، الذي لن يأتي في ظل الخيانة، بل غدا الشعب الذي يؤمن بأنه هو الذي بمكنته أن يحرر نفسه بنفسه، وأن يأكل من كبد عدوه ، حتى يصل إلى ما يريد، لذا تجده يسخر من التهديدات الصهيونية رغم أنه لا يتمنى الحرب، وسيقف موقف المدافع العنيد عن حقوقه، وحسبه في ذلك أن يرضى الله عنه.