فلسطين أون لاين

​وصفات "الريجيم" نتائج سريعة .. ومشاكل صحية صعبة

...
خان يونس - شيماء بركة

بعد تجربة ليست بقصيرة أجرتها الفتاة إيمان زياد على نفسها بتناولها خلطات أعشاب من هذا المروج وذاك بغرض تخسيس الوزن، وصلت إلى نتيجة، لكنها لم تكن المُنتظَرة، فهي إن خفّ وزنها قليلًا، إلا أنها صُدمت بمضاعفات أصابتها بسبب هذه الخلطات أقلها إصابتها بحصى في المرارة، ولم تكن الفتاة بركة الوحيدة التي تضررت من هكذا وصفات، "فلسطين أون لاين" تقف على معاناتهن خلال التقرير التالي:

تجربة مريرة

بالعودة إلى إيمان التي تناولت "خلطات التخسيس" دون وصفة طبيب، فقد قصدتْ بعض المراكز أو المحال الصغيرة التي تروّج لنفسها على أنها تبيع أفضل تلك الخلطات بأساليب مغرية، على أمل أن تجد ضالتها فيها.

تقول لـ"فلسطين أون لاين" متحدثة عن تجربتها على مدار عام: "سمعتُ عن وصفة هندية لتخسيس الوزن في محل لشخص متخصص في خانيونس وبالفعل اشتريتها ، وأعطاني تعليمات بتناولها صباحًا ومساءًا قبل الأكل بساعتين، شعرتُ ببعض الأعراض الجانبية لكن اعتبرتُ هذا طبيعياً لأن الخلطة كانت مرّة كأي دواء آخر".

وتضيف:" استمررتُ على شرب الخلطة، وبعد شهريْن سُرَت حينما وزنت نفسها فجاءت النتيجة إيجابية حيث انخفض وزنها أربعة كيلو، وهذا شجعها أكثر على الاستمرار في تناولها".

وحول ما إذا كانت الخلطة مختومة بختم الصحة، فأجابت: "لا، لا يوجد عليها أي كتابة، هي وصفة من متخصص أعشاب وأغذية معروفٌ عنه العمل في هذا المجال".

وفي إحدى الليالي صَرخت إيمان ليلًا بعد إصابتها بمغص شديد ونظرًا لعدم قدرة زوجها ومَنْ حولها على تخفيف الألم عنها أو معرفة السبب، تم تحويلها إلى المستشفى، وهناك كانت الصدمة بأنها مصابة بحصى في المرارة يجب إزالتها بأقصى سرعة لكثرتها.

تقول: ""ندمتُ ندم عمري" بعد أن تعذبت من الوجع وأجريتُ العملية فعلًا وأزالوا لي المرارة، ولم يعد يهمني أو يجذبني أو حتى أفكر في موضوع التخسيس، إلا بالطرق الطبيعية".

غير مرخصة

أما ديما أبو خديجة (21عاماً)، والتي تعاني من السمنة، وقد استخدمتْ بعض الأعشاب بغرض التخسيس ، بناءً على ما أخبرها به معدُ تلك الوصفات غير المرخصة من قِبَل وزارة الصحة.

وبعد ثلاثة أيام على استخدام الوصفة، بدأت تشعر بآلام في المعدة ، وبعد أن راجعتْ صاحب تلك الوصفات، أخبرها أن الأمر طبيعي، فاستمرتْ باستخدام الوصفة لمدة ثلاثة أسابيع، إلى أن لاحظتْ بنقصٍ في الوزن، لكن بعد تحمل أيام من التعب.

وقبل طرق باب الأطباء توقفت ديما عن وصفات الرجيم، قبل زيادة المضاعفات واضطرارها لتحمل تكاليف باهظة للعلاج.

نظام حياة

بدوره، يقول الباحث في مجال التغذية وأخصائي الأعشاب الطبية حازم برغوث، لـ"فلسطين أون لاين" أن وصفات التخسيس نظام حياة متكاملة سواءً كان نظاماً غذائياً متكاملاً يُعد خصيصاً لأحد الأشخاص أو نظاماً عشبياً مساعداً في فقدان الوزن عن طريق النشاط الرياضي.

وأوضح برغوث أن أنظمة التخسيس الصحية متعددة، ولها مدارس مختلفة ، فأحد تلك المدارس تبني عملها على أن اعتماد الجسم على البروتين مع الابتعاد عن النشويات يُفقده جزءاً من وزنه، اعتماداً على نظام "اللقيمات" في الطب النبوي.

وأكد أن بعض مدارس "التخسيس" تبني عملها على الاعتماد على نوعية معينة من الطعام ، وقد ثبت فشلها لأنها أدت لفقدان الوزن مع فقدان الكثير من المواد الحيوية لجسم الانسان من الفيتامينات والمعادن كنظام اللبن والتمر المتواجد عبر الانترنت.

ونوه برغوث لانتشار بعض الأعشاب التي تعمل على فقدان السوائل من الجسم كـ"السنامكى" التي تُفقد الجسم السوائل وبعض بعض المعادن كالصوديوم وتُسبب خفقاناً في القلب.

وأشار إلى أن هناك مركبات صيدلانية غير مرخصة، تعمل وزارة الصحة على سحبها من السوق كـ "السيبوترامين" الذي يُسبب فقدان الشهية عبر التحكم في نواقل عصبية ويسبب الإمساك إذا استمر تناوله لفترات طويلة.

ودعا برغوث، المواطنين لأنْ يكونوا أكثر وعيًا ويتجنبوا التعامل مع الأدوية مجهولة المصدر والتركيب، والأدوية المهربة، والعمل على جلب الدواء فقط من مصادره المرخصة من وزارة الصحة أو وكالة الغوث.