فلسطين أون لاين

​أبراج تجارية تابعة للاحتلال.. تشويه جديد لحضارة القدس

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة/ مصطفى صبري:

عد مختصون أن إيعاز بلدية الاحتلال في القدس لشركة إسرائيلية ببناء عشرة أبراج تجارية قرب باب العامود وباب النبي داود، يعدّ تدخلًا في شكل المدينة الحضاري والتاريخي، واعتداء على هذا الإرث التاريخي في المدينة المقدسة.

وقال الخبير العمراني بالقدس والمحاضر في كلية الهندسة في جامعة بيرزيت د.جمال عمرو: "هذه الأبراج عبارة عن تدخل سافر من الاحتلال في الشكل الإسلامي للمدينة فهي تقع قرب أهم أبواب المدينة المقدسة وهو باب العامود وباب النبي داود بحجة إيجاد موقف للسيارات، وهي أبراج مرتفعة تشوه المكان بحجة استيعاب المركبات في قادم السنوات".

وأضاف عمرو: "الاحتلال يريد أن يضع بصمة مشوهة في مدينة القدس صاحبة المكانة التاريخية حسب تصنيف منظمة يونسكو، كما أن الحضارة الإسلامية معالمها واضحة، ويقصد بهذه الأبراج التجارية العشرة إضافة بصمة إسرائيلية تضمن رسالة أن الاحتلال موجود في المكان، وسيكون ارتفاعه ما يزيد على 12 مترًا، ولن تحل أزمة الازدحام التي تتذرع بها بلدية الاحتلال بقيادة العنصري نير بركات".

واستعرض عمرو المشاريع التهويدية في القدس ومحيط المسجد الأقصى قائلًا: "هناك مشروع التلفريك الهوائي والقطار، وهي مشاريع تشوه سماء المسجد الأقصى وساحاته وأعمدتها تستهدف قبور مقبرة الرحمة بحجة وضع الأعمدة للتلفريك الهوائي".

بدوره، أكد الباحث محمد القاسم من القدس، أن خبراء الفن العمراني الإسرائيلي قالوا إن هذه الأبراج لها آثار كارثية على المكان، فإذا كان الهدف استيعاب سيارات "الحجاج" للمدينة والزائرين؛ فلماذا لا تكون هذه المواقف تحت الأرض كما هو الحال في الكثير من الدول، فالمكان لا يحتمل وجود أبراج تجارية بالقرب من مكان يمتاز بالتراث والعمق التاريخي.

وأضاف القاسم: "هذا رأي خبراء إسرائيليين إلا أن الاحتلال يصر على تشويه الوجه الحضاري لمدينة القدس، ويسعى دومًا إلى مخالفة الواقع بالتناقض معه وإحداث تغييرات جذرية لتزوير الحقائق".

أما رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى د. عكرمة صبري، قال: "نحن نعيش في مدينة القدس المحتلة تحت وطأة احتلال يسعى إلى قلب الحقائق رأسًا على عقب، فأعمال التزوير قائمة في ساحة البراق وفي محيط المسجد الأقصى من الجهة الجنوبية لما يسمى زورًا بالحدائق التوراتية وإقامة الكنس بالقرب من المسجد الأقصى وداخل البلدة القديمة".

ويسعى الاحتلال من وراء المشاريع التهويدية إلى خدمة الرواية التلمودية الخرافية، فهم لم يعثروا على دليل واحد بوجود تراث يهودي في المدينة بشهادة علماء الآثار عندهم، بحسب صبري.

وأضاف صبري: "الحضارة الإسلامية في مدينة القدس تتعرض لهجمة من حكومة اليمين المتطرفة، فكل حجر في القدس هو هدف وفي المقدمة المسجد الأقصى وقبة الصخرة وساحات المسجد، وبدأت مشاريعهم العنصرية تطفو على السطح بحجج واهية، ومشروع الأبراج التجارية قرب باب العامود محاولة لطمس معالم القدس منها الأبواب التاريخية في المكان والسور التاريخي".