فلسطين أون لاين

​لماذا أخذتم الحكومة والمعابر وتوقفتم؟!

صائب عريقات رجل محمود عباس في قيادة المفاوضات. هذا ليس اتهامًا، بل هي الحقيقة التي لا يختلف فيها اثنان، ولا ينكرها صائب عريقات، بل هو ما فتئ يدافع عن مواقف عباس، وعقوباته، ويرى العيب كل العيب في حماس؟!

في تصريحاته الأخيرة في 12 أكتوبر الجاري، وبحسب ما نقلته وكالات الأنباء، يتهم عباس حماس بأنها لم تطبق اتفاقات المصالحة الموقعة، ويتهمها بأنها تحولت بالقضية من مشكلة تحرير إلى مسألة إنسانية، وأن هذا التحوّل يتماهى مع صفقة القرن؟!

حسنًا، يمكن لصائب أن يخدع بكلامه بعض المواطنين، ولكنه لا يستطيع خداع كل المواطنين، وهب أن المساعدات الإنسانية لغزة لا تساوي شيئًا من قيمة الأموال التي أوقفتها أميركا عن السلطة كما يقول، فلماذا يا سيد عريقات يتماهى سيدك مع حصار غزة، ويزيد على ذلك عقوبات قاسية على السكان، ويهدد بعقوبات أكثر قسوة؟! فهل العقوبات التي رحب بها الاحتلال جزء من عملية وطنية مقاومة لصفقة القرن؟!

الوقود القطري، والذي أخذت عنه رام الله ضريبة البلو، بحسب تصريحات قطرية، جاءت لتخفيف أزمات غزة المتعلقة في هذا القطاع، وهي أزمات تقف خلفها السلطة و(إسرائيل). وما زال عباس يرفض إدخال الأموال القطرية لمعالجة جزئية مؤقتة لأزمة رواتب الموظفين. وما زال السوق الغزي يعاني أيضا من عقوبات عباس المالية وسحب السيولة منه؟! فهل هذه العقوبات جزء من اتفاقات القاهرة؟! وهل هي جزء وطني لمقاومة صفقة القرن؟! وهل منع مسيرات العودة في الضفة هي جزء من عملية مقاومة صفقة القرن؟!

لماذا أخذ عباس الحكومة في 2014م، ثم المعابر في 2017م، ثم توقف؟! لماذا توقف؟! لماذا ذهب إلى الأمم المتحدة لتدويل مشكلة داخلية؟! لماذا يعرقل إجراءات التهدئة بينما هو يستجدي لقاء نتنياهو؟! لماذا هناك تطابق بين ما ينفذ من صفقة القرن، ووثيقة عباس بيلين؟! لماذا يا صائب لا تقول كل الحقيقة التي تعرفها مجردة؟! إن الدفاع النظري عن سياسة عباس لا يصمد أمام الحقائق الميدانية، لأن الوقائع أقوى من الكلام؟! غزة لم تعد تثق بكلامك يا صائب، وأنتم تريدون منع الهواء عن غزة كما صرح عزام، رجل عباس في ملف المصالحة؟!