فلسطين أون لاين

بدء محادثات استانا بين النظام السوري والمعارضة

...
محمد علوش رئيس وفد المعارضة السورية أثناء محادثات استانا اليوم (أ ف ب)
استانا - (أ ف ب)

بدأت محادثات السلام التي ترعاها سوريا وتركيا وإيران بين ممثلين للنظام السوري والفصائل المعارضة الاثنين 23 -1-2017 في استانا رغم إعلان الفصائل المعارضة في آخر لحظة أمس رفضها التفاوض بشكل مباشر مع وفد النظام.

وافتتح الجلسة الأولى وزير خارجية كازاخستان خيرت عبد الرحمنوف أمام الوفدين اللذين تواجدا في نفس الغرفة حول طاولة مستديرة كبرى في فندق ريكسوس في استانة.

وقال عبد الرحمنوف أثناء تلاوة بيان من رئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف أن "هذا اللقاء يشكل دليلاًواضحاًعلى جهود المجموعة الدولية من أجل التوصل إلى تسوية سلمية للوضع في سوريا".

وأضاف "الطريق الوحيد لتسوية الوضع في سوريا يجب أن يكون المحادثات، على أساس الثقة والتفاهم المتبادلين".

والمفاوضات تجري للمرة الأولى بين النظام السوري والفصائل المعارضة، ففي محاولات التفاوض السابقة في جنيف في 2012 و2014 و2016 التي لم تسفر عن نتيجة، جلس معارضون سوريون معظمهم في المنفى وجهاًلوجه مع ممثلي الأسد.

وتحدث الطرفان لأسابيع عن مفاوضات مباشرة، لكن فصائل المعارضة اختارت في اللحظة الأخيرة عدم الجلوس وجهاًلوجه مع النظام.

وقال يحيى العريضي وهو ناطق باسم الفصائل المعارضة أن "أول جلسة تفاوضية لن تكون مباشرة بسبب عدم التزام الحكومة حتى الآن بما وقع في اتفاق 30 كانون الأول/ديسمبر" حول وقف لإطلاق النار في سوريا. وتحدث خصوصاًعن "وقف القصف والهجوم على وادي بردى".

ولا يزال من غير الواضح معرفة ما إذا كانت الفصائل المعارضة ستجري مفاوضات مباشرة مع وفد النظام في جلسة لاحقة.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المعارك استمرت طوال ليلة أمس في وادى بردى حيث استأنفت قوات النظام السوري محاصرة مضايا التي تسيطر عليها المعارضة. وقال أن تسعة مدنيين بينهم ستة أطفال قتلوا أمس في غارات شنتها طائرات النظام في ريف حمص الشمالي.

وأكدت فصائل المعارضة المدعومة من تركيا والنظام السوري الذي تسانده روسيا وإيران، أن المحادثات ستتركز على تثبيت وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 30 كانون الأول/ديسمبر ويبدو صامداًعلى الرغم من الانتهاكات المتكررة له.

وأكد ناطق باسم فصائل المعارضة أسامة أبو زيد أن "القضية ليست فقط وقف إطلاق النار". وأضاف أن "القضية هي وضع آليات مراقبة، و محاسبة وتحقيق. نريد وضع هذه الآليات لكي لا يتكرر هذا المسلسل".

وقال العريضي أن الهدف هو أيضاًتحسين إيصال المساعدات إلى المدن المحاصرة. وقال "سيشكل ذلك أساساًقوياًيمكن مواصلته في جنيف".

ويفترض أن ترسي مباحثات استانا أسس تسوية يمكن تعزيزها في مفاوضات السلام المقبلة التي ستجري برعاية الأمم المتحدة في جنيف في الثامن من شباط/فبراير.

ويأمل النظام السوري أيضاًفي الدفع باتجاه حل سياسي "شامل" لوقف حرب مستمرة منذ ستة سنوات. فقد أعلن الرئيس بشار الأسد الخميس أن المحادثات ستركز على وقف إطلاق النار من أجل "السماح لتلك المجموعات بالانضمام إلى المصالحات في سوريا، ما يعني تخليها عن أسلحتها والحصول على عفو من الحكومة".

"تعزيز الثقة"

كان وفد الفصائل المعارضة يتألف من ثمانية أعضاء أصلاًلكن تم توسيعه ليشمل 14 شخصاً يضاف إليهم 21 مستشاراً كما قال مصدر قريب من المعارضة.

ويرأس وفد الفصائل المعارضة محمد علوش القيادي في "جيش الإسلام" الذي وصل إلى استانا صباح أمس برفقة حوالى عشرة من قيادات الفصائل بينهم فارس بيوش من "جيش إدلب الحر" وحسن إبراهيم من "الجبهة الجنوبية" ومأمون حج موسى من جماعة "صقور الشام".

وقال فارس بيوش "نحن هنا لتحقيق مطالب الشعب السوري. هذا ليس بديلاًعن عملية جنيف. لو لم نكن نؤمن بحل سياسي لما أتينا إلى استانا".

من جهته، قال سفير سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري الذي يقود وفد النظام السوري الذي يضم عشرة أعضاء، أن المباحثات يجب أن تسمح "بفصل المجموعات الإرهابية مثل "تنظيم الدولة الإسلامية" وجبهة النصرة وغيرهما عن المجموعات التي قبلت اتفاق وقف الأعمال القتالية أو قبلت الذهاب إلى الاجتماع"، كما قالت وكالة الأنباء السورية (سانا).

وذكرت وسائل الإعلام السورية الرسمية اليوم أن موفدي دمشق أجروا محادثات قبيل بدء اللقاء مع الإيرانيين ومع مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا.

وتأتي هذه المحادثات التي يفترض أن تستمر يومين على الأقل، بينما يبدو الرئيس السوري في موقع قوة بعد استعادة قوات النظام لحلب ثاني مدن سوريا من فصائل المعارضة بمساعدة الطيران الروسي ومقاتلين إيرانيين.

وسيكون الحضور الغربي في هذه المباحثات في حده الأدنى إذ أن كلاًمن فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا ستمثل بسفرائها. كما سيكون الاتحاد الأوروبي ممثلاً.

وحتى الآن، أخفقت المحادثات السابقة التي جرت وخصوصاًمحادثات جنيف 1 و2 في تسوية النزاع الذي أسفر عن مقتل أكثر من 310 آلاف شخص منذ 2011.