فلسطين أون لاين

​"انتفاضة القدس".. نماذج التضحية وديمومة الشباب

...
رام الله/ محمد القيق:

ما زالت البصمة الشبابية مستمرة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ومخططاته في ظلال الذكرى الثالثة لاندلاع "انتفاضة القدس" التي انطلقت في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2015، وسط غياب العمل التنظيمي والفصائلي الذي يعد رافعة لكل الانتفاضات السابقة، فبات الشباب رأس حربة دون توجيه وأثبتت نماذج عديدة منهم فكرة المقاومة ولو بقيت وحيدًا.

فئات مهمة

وتتميز "انتفاضة القدس" بالفئات التي شاركت فيها فهم طلبة جامعات وأطفال ونساء وكبار في السن كلهم هبوا نصرة للأقصى وفلسطين ورفضًا لممارسات الاحتلال المتصاعدة، فكانت نقطة تحول أعادت الشارع الفلسطيني إلى مربع المواجهة.

ويقول شفيق الحلبي والد الشهيد "مهند" لصحيفة "فلسطين": "أبناؤنا وقفوا في وجه تقسيم الأقصى زمانيًّا ومكانيًّا، وعملية مهند أفشلت خطة التقسيم ومن بعده بقية الشبان الفدائيين أوقفوا المؤامرة، بعد أن أُعلن عن ذلك في الكنيست حتى لو مؤقتًا ولكن عُرقل بسبب أبنائنا وفعالهم".

ويؤكد الحلبي أن نجله كان يعيش حياة كريمة، وأن من يقول إن الشبان منفذي العمليات الفدائية توجهوا للانتحار فهو يعمل لحساب الاحتلال لأنه لا يريد انتفاضة ولا ثورة ويريد أن يعيش حياته فقط ويريد للاحتلال أن يكون جارًا له، بحسب تعبيره.

ويضيف: "مهما كان هناك ترويض للشبان وغسل عقول نحو التعايش السلمي وترك المقاومة إلا أن الشباب الفلسطيني سينتفض على الوضع الحالي وسيكون الممهد للتحرير إن شاء الله".

وتابع الحلبي: "رسالتي للشباب الفلسطيني أنكم أنتم أملنا الوحيد في النهوض بهذا الوطن وعدم الانجرار وراء غسل الأدمغة ورسالتي الثانية للشعب أننا مهما كبرنا لن ننسى كما يتمنى الاحتلال والمطبعون معه".

ذكرى مهمشة

وتعيش الضفة الغربية حالة غضب في ظل تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية وسط غياب الأفق السياسي وحالة التخويف الإعلامي والترهيب التي جعلت من إحياء الذكرى وتفعيل دور المقاومة أمرا ضعيفا وهذا ما تحدث به أهالي الشهداء.

ويقول والد الشهيد فؤاد أبو رجب من القدس لـ"فلسطين" إن حالة التجاهل كبيرة لانتفاضة القدس وكأنه يراد تثبيط الناس وإبعادهم عن القضايا الوطنية، والأهم من ذلك محاولة غريبة من تلك الأطراف لتشويه الشهداء وأهاليهم وإبعاد المجتمع عن احتضانهم.

ويشير أبو رجب إلى خطورة انتهاك الجبهة الداخلية الفلسطينية من خلال الشائعات وترويج الرواية الإسرائيلية في كل المجالات لفقد الثقة بأي عمل وطني وهذا أمر خطير، مضيفًا: "أولادنا كانوا يمتازون بحس وطني وغيرة على المقدسات والقدس والوطن ولم ينتظروا أحدا حينما قالوا كلمتهم".

من جانبه، يقول والد الشهيد قاسم جابر من الخليل لـ"فلسطين":" إن ما قدمه الأبناء من تضحية لحماية المقدسات والشعب من هذه الممارسات الإسرائيلية لذلك لا تهمنا تلك الإجراءات الرامية إلى تجاهل هذه التضحية أو تثبيط الشباب".

ويشير جابر إلى أنه كالبشر متجاهل فالحجر والأرض والشجر تُتجاهل معاناتها على كل الصعد ليبقى للاحتلال كلمته وصولته وسيادته وتمكينه في الضفة الغربية.

وختم بالقول: "نحن نعيش في منقطة البقعة شرق الخليل وتقام على أراضي تلك المنطقة مستوطنة "كريات أربع" ويضيّق يوميًّا علينا ومصادرة ممتلكاتنا وتخريب أراضينا ولا أحد يتابع هذه الانتهاكات حتى الإعلام المحلي يتجاهل الخوض فيها" وفق قوله.

وتبقى ذكرى انتفاضة القدس محطة جديدة تضاف إلى سلسلة منعطفات للقضية الفلسطينية هدفها إنعاش الروح الوطنية وصفع الاحتلال ووقف الجريمة؛ في حين تواجه كغيرها من الزوايا والجوانب الوطنية هجمة تشويه وإحباط وحصار حتى لا يسمع صوت المقهورين ولا صوت المرابطين الذين يفتقدون النصير وتصب عليهم نيران العنصرية والتهويد والتشويه وهدر الحقوق