يمارس بعض الرجال والنساء وحتى الأطفال الكثير من السلوكيات الخطأ داخل المساجد، فنجد الالتزام بالآداب التي حث عليها إسلامنا الكريم غير موجودة، وقد نجد كذلك من الفوضى ما يزيد الأمور تعقيداً، إضافة إلى بعض جلسات النميمة والحديث عن المشاكل اليومية داخل المسجد، وهذا ما يزعج الكثيرين من المصلين ويجعلهم يتراجعون عن الصلاة في المسجد.
تزكية للنفوس
الشيخ الداعية مصطفى أبو توهة قال: "غني عن البيان أن الإسلام رسالة تعليمية، إلى جانب أنه تزكية للنفوس"، مدللًا بقوله تعالى: "هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ".
وأكد أن تعليم المسلمين هو مقصد نبوي شريف أمام تلك الأخطاء والأغلاط إن كانت على مستوى التصور والمفاهيم، أو كانت على مستوى السلوك والممارسة.
وأضاف: "من الميادين التي تجلّت فيها تلك التصويبات من المربي والمعلم الأول عليه الصلاة والسلام المسجد، ولعل قصة ذلك الرجل الذي كان متعجلاً في صلاته، وقصة الرجل الذي بال في المسجد خير شاهد على ذلك".
النهج النبوي
وتابع قوله: "المسلم مطالبٌ باتباع النهج النبوي في تصحيح الأخطاء من بوابة الرحمة والشفقة، وكثيرةٌ هي الأخطاء التي نراها في عامة مساجدنا، مثل النظرة المريبة التي ينظر بها بعض المصلين إلى الوافدين الجدد والعائدين إلى رحاب الله تعالى كأنهم ينظرون إلى مجرمٍ يريد أن يسلبهم حقهم".
ومضى بالقول: "ومن البلاء الذي عم المساجد علو الأصوات فيها، فلا يُفرَّق بين المسجد والشارع إلا من خلال المحراب والمنبر، تضاف إلى ذلك المعاملة القاسية من الكبار بحق الصغار، حيث يضطرونهم بعنفٍ للصلاة خلف الصفوف".
وأشار أبو توهة إلى أن كبار اليوم نسوا أنهم كانوا صغار الأمس، ومن تلك الأخطاء التي نراها في مساجدنا، الاستهتار بقداسة المكان، فترى عدم النظافة والفوضى في الأثاث وعشوائية المصاحف التي تراكم عليها الغبار، إلا في بعض المساجد وهي قليلةٌ.
الوعظ والإرشاد
وأوضح الشيخ الداعية أن من تلك الأخطاء وجود بعض الرايات والأعلام داخل المساجد، لتأخذ لوناً ولتسحب على فصيل معين، فينفر غيرهم من الصلاة فيها. يضاف إلى ذلك التداخل في الصلاحيات بين مراكز التحفيظ إذا كانت في صحن المسجد ودروس الوعظ والإرشاد.
أما فيما يتعلق بمشاركة النساء في بيت الله تعالى، فقد أفاد أبو توهة بأنه قلما نجد مكانا خاصا مزودا بكل الاحتياجات للنساء ليأخذن دورهن في الندوات والمحاضرات واللقاءات الدعوية، مشيراً إلى أن هذا كله يجعلنا أمام واجب ديني لإعادة المساجد إلى دورها الرسالي تعليماً وتأديباً وجمعاً للصفوف وارتقاءً بالروح والنفس.
وأكد أبو توهة قول الرسول الكريم: "المسجد بيت كل تقي، وقد تكفل الله بمن كان المسجد بيته بالروح والريحان وجواز الصراط".