فلسطين أون لاين

حسبنا الله ونعم الوكيل ؟!

حين جادل النمرودُ إبراهيمَ عليه السلام فقال : أنا أحيي وأميت؟! قال إبراهيم له متحديًا:" إن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب، فبهت الذي كفر، والله لا يهدي القوم الظالمين". والتعقيب الختامي للآية ينقل الحدث والمجادلة من الخصوص، إلى العموم، فالله لا يهدي الظالمين في كل زمان ومكان.

عزام الأحمد، وسيده، يستطيعان منع المال عن غزة، ولكن الله لم يجعل لهما على الهواء سبيلا، فهذا من سنن الكون التي يسيرها الله وحده ، لا إله إلا هو، بينما يفتري عزام على الله ويؤيد في برنامج تلفزيوني على الهواء مقترح منع الهواء عن غزة؟! حسبنا الله ونعم الوكيل. الله يهديك، أو يعطيك ما أعطى النمرود؟!

هل يمكن لغزة أن تتصالح مع رجل وقيادة بهذه الصفة وبهذه العدوانية الشرسة؟! الهواء يا عزام؟! تريد أن تمنعه عن غزة؟! هل باتت غزة أكثر عداوة لك من الذين يحتلون الأرض ويهودون القدس؟! هل بت تكره غزة أكثر من كراهية الهالك رابين الذي تمنى لها أن تغرق في البحر، فأغرقه الله بدمائه على يد يهودي من أتباعه. هل تنتظر سخط الله ؟!

إذا كان المسئول عن ملف المصالحة في منظمة التحرير، وحركة فتح، بهذه الكراهية لغزة، لدرجة أنه يريد أن يمنع عنها الهواء، فكيف يكون الأمر عند ولي نعمته الذي نصبه في هذا الموقع الذي لا يستطيعه؟! وكيف يكون الأمر عند غيره ممن يعرفهم الناس ممن سلموا رجال المقاومة، والمعتقلين لإسرائيل؟!

أقيلوا عزام من ملف المصالحة، فلن يكتب لها النجاح على يديه، واعتذروا لغزة التي جاءت بكم من تونس والشتات بتضحيتها. غزة التي آوتكم ونصرتكم وسيدتكم تريدون أن تمنعوا عنها الهواء دون خجل من الله والناس؟! لقد كشف الله خبيئة قلوبكم بما تقوله ألسنتكم، حتى تدرك حماس مع من تجلس؟! وحتى تتعظ وتراجع تنازلاتها؟! فلو كان في عزام وأمثاله خيرا ما نظر لغزة هذه النظرة المملوءة بالحقد والكراهية، و عليه أن يتذكر هو و سيده أن العدو الإسرائيلي يسمح بمرور الغذاء والدواء والوقود لغزة، ولم يفكّر العدو يوما بمنع الهواء عنها؟! نعم هو يرسل لها الموت والجراح، والطائرات، ولكنه لا يمنع الهواء يا عزام؟! حسبنا الله ونعم الوكيل.