قائمة الموقع

صيادو غزة.. معاناة مستمرة ورزق "شحيح"

2018-10-07T09:29:03+03:00
بحرية الاحتلال تواصل التضييق على الصيادين (أرشيف)

على أحر من الجمر ينتظر الصياد جمال أبو وطفة (58 عامًا) كحال نحو أربعة آلاف صياد غيره، قدوم موسم "التشارين" (موسم الصيد الثاني)، لكن الاحتلال الإسرائيلي نصب شباكا أخرى لهؤلاء الصيادين تُغلق البحر أمامهم، بعد قراره تقليص مساحة الصيد بغزة من 9 إلى 6 أميال.

قرار الاحتلال أصاب هؤلاء الصيادين بـ"خيبة أمل"، بعدما جهزوا شباكهم وأصلحوا قواربهم لاصطياد السمك المهاجر الذي يوجد بالمناطق العميقة حتى مسافة 9 أميال –ويعدها صيادون مساحةً ضئيلةً كذلك-.

وأمس، أوعز وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان للجيش بتقليص مساحة الصيد في بحر قطاع غزة، من 9 إلى 6 أميال، وفق ما ذكرت وسائل إعلام عبرية.

ويقول الصياد أبو وطفة لصحيفة "فلسطين": إن "مسافة تسعة أميال ليست كافية لاصطياد الأسماك، فكيف بالصيد في مساحة ضيقة 6 أميال؟"، لافتًا إلى أن قرار الاحتلال هدفه حرمانهم من موسم هجرة الأسماك الذي نعتمد عليه، لذا قرر إغلاق البحر".

ويضيف أن الاحتلال كان يسمح فقط بالصيد بمساحة 9 أميال من شاطئ رفح جنوب القطاع حتى وادي غزة في المحافظة الوسطى، فيما منع تجاوز مسافة 6 أميال من حدود الوادي حتى محافظة شمال القطاع.

وبين أن موسم الصيد الثاني يبدأ في شهري تشرين أول/ أكتوبر، وتشرين ثانٍ/ نوفمبر، التي تأتي خلاله الأسماك لشواطئ فلسطين، مبينا أن الاحتلال بمنع الصيادين من الصيد بالمساحة التي توجد بها الأسماك بوفرة يريد التضييق على الصيادين ومنعهم من الصيد.

وللصياد أبو وطفة الذي يعمل معه 18 صيادا آخر، حكاية مع قوات الاحتلال، فعام 2014م دمرت قاربه الذي كلفه (ربع مليون دولار)، تعطلوا جميعهم عن العمل لعدة شهور، لكن هل استسلم لتلك الإجراءات؟ يتابع: "اشتريت قاربا بالاستدانة والكمبيالات للنهوض من جديد بحثا عن لقمة العيش".

إغلاق البحر

"الاحتلال يراقب مواسم الصيد.. يعرفها جيدا، ويغلقها في وجوهنا بمنعنا من الصيد ويفتح البحر أمامنا في مواسم الجفاف"، بهذه الكلمات علق الصياد رجب أبو ريالة (33 عامًا) على قرار الاحتلال تقليص مساحة الصيد.

يقول أبو ريالة لصحيفة "فلسطين"، إن قرار الاحتلال سيدفع نسبة كبيرة من الصيادين للجلوس في بيوتهم، إذ لا فائدة من الصيد بمساحة دون 6 أميال، وسيستغل الاحتلال فرصة القرار لاعتقال عدد منهم وملاحقتهم وإطلاق النار عليهم.

ومنذ نحو شهرين لم يبحر الصياد "أبو ريالة" الذي يعيل خمسة أفراد، بعد قصف الاحتلال قاربه ما أدى لتعطله، وعدم قدرته على دفع مبلغ صيانته والمقدر بـ (4 آلاف شيكل)، ومعه تعطل ثلاثة عمال كانوا يعملون على نفس القارب.

ثلاث رصاصات واعتقال مرتين، هي عنوان معاناة هذا الصياد مع بحرية الاحتلال، بعد إصابته برصاصة في قدمه عام 2016م أثناء إبحاره، "يومها دمروا محرك القارب وصادروا الحسكة واعتقلت" لا يفر ذلك الحادث من حديثه.

بعد عام ونصف من الحادثة السابقة وفي مارس/ آذار 2017م، تعرض هذا الصياد لحادثة أخرى، يتحدث عنها قائلا: "في رحلة بحرية أخرى وأثناء قيامنا باصطياد السمك، هاجمنا قارب إسرائيلي وأطلق جندي رصاصة مطاطية من مسافة قريبة أدت إلى فقدي النظر بعيني اليمنى"، فضلا عن تعرضه لاعتقال آخر، وإصابته برصاصة في صدره كانت ستودي بحياته عام 2005م أثناء عمله في الصيد.

لماذا بقيت مستمرا في عملك؟ يرد أبو ريالة قائلا: "هذه لقمة عيشنا ليس لنا غيرها، أخاطر بحياتي لأطعم أبنائي. نسعى للعيش حياة كريمة لكننا لم نجدها .. الاحتلال لا يغادر البحر لو لدقيقة واحدة".

من جانبه، أكد نقيب الصيادين بغزة، نزار عياش أن نقابته عممت قرار الاحتلال تقليص مساحة الصيد على الصيادين حتى لا يشكلوا خطرًا عليهم، عدا إياه قرارا جائرا هدفه منع الصيادين من الاستفادة من "الموسم الثاني" لصيد الأسماك، بعد الموسم الأول الذي يتراوح في الفترة ما بين آذار/مارس وأيار/ مايو".

وأوضح عياش لـ"فلسطين"، أن القرار يهدف للضغط اقتصاديا على الصيادين الفلسطينيين، لدفعهم لترك عملهم في صيد الأسماك، مشيرا إلى أنه سينعكس بشكل كبير على الصيادين وسيحصر عمل نحو 4 آلاف صياد بمساحة ضيقة لا تتوفر فيها كميات كبيرة من الأسماك مقارنة بالمساحة التي أغلقها الاحتلال (9 أميال).

وأشار إلى أن الاحتلال اعتقل نحو 30 صيادًا منذ بداية العام الجاري –أفرج عنهم لاحقًا– وصادر 15 قاربا.

اخبار ذات صلة