فلسطين أون لاين

​اتحاد الموظفين يستأنف الحوار والمتضررون ينتظرون ..

تداعيات نفسية واجتماعية ترهق المفصولين من"الأونروا"بغزة

...
اعتصام لموظفي"أونروا"للمطالبة بوقف سياسة التقليصات
غزة - أدهم الشريف

ما زالت تداعيات الفصل التعسفي الذي أقرته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، ضد قرابة ألف موظف كانوا يعملون في برنامج الطوارئ، تنعكس سلبًا على حياة هؤلاء نفسيًا اقتصاديًا واجتماعيًا.

وكانت الأونروا قررت فصل قرابة ألف موظف من العاملين في برنامج الطوارئ، بحجة أزمة مالية ما زالت تواجهها الوكالة عقب وقف التمويل الأمريكي لها بقرار من إدارة الرئيس دونالد ترامب.

وصدر هذا القرار في نهاية يوليو/ تموز الماضي، وأصبح ساري المفعول بحق عدد كبير منهم في نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي، ومن تبقى تريد الأونروا تمديد عملهم جزئيًا بنصف راتب حتى نهاية 2018.

ومنذ ذلك الحين والمتضررون ينظمون الفعاليات المختلفة للضغط على الأونروا، لكنهم استجابوا، أمس، إلى مطالب اتحاد الموظفين بفض الاعتصام من أمام المكتب الإقليمي بغزة، وإنهاء مظاهر الاحتجاج. لكنهم ما زالوا على أهبة الاستعداد التام لتنفيذ فعاليات أكثر قوة إذا لم تحل قضيتهم، كما يقولون لـ"فلسطين".

والخميس الماضي، أزال المفصولون خيمة الاعتصام من أمام بوابة مقر الأونروا بإيعاز من اتحاد الموظفين، وفي ذات اليوم انطلقت أول جولة من الحوار مع مدير عمليات الوكالة الأممية في غزة ماتياس شمالي، كما أفاد مصدر من اتحاد الموظفين.

وكان هؤلاء خاضوا سلسلة فعاليات احتجاجية في مناطق متفرقة من مدينة غزة طوال شهرين كاملين، حتى وصل الأمر إلى تنظيم مسير شارك فيه 13 ألفًا من موظفي الأونروا.

وخلال المسير؛ ارتدى متضررون لباس الإعدام وأيديهم مكبلة، تعبيرًا عن خطورة قرار الفصل التعسفي على حياتهم.

لكن هؤلاء أوقفوا فعالياتهم الاحتجاجية في 4 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، عادوا إلى عملهم فيما يخوض الاتحاد حواره مع إدارة الأونروا، بحسب الناطق باسم المفصولين إسماعيل الطلاع.

ونبَّه الطلاع وهو من أكثر المدافعين عن حقوق المفصولين، إلى أن قرار الفصل التعسفي انعكس سلبًا على هؤلاء، وسبب تداعيات خطيرة على أحوالهم النفسية والاقتصادية والاجتماعية.

وتابع لـ"فلسطين": "لقد بات الغضب ينتابهم والحزن كذلك على ما حل فجأة دون سابق إنذار".

وأكمل الطلاع: "إن عدتم عدنا إلى الميدان بفعاليات احتجاجية مضاعفة"، في حال فشل الحوار مجددًا مع إدارة الأونروا لـ"إعادتنا إلى الميزانية العامة للوكالة، وحل مشكلة المفصولين".

وفي أوج الأزمة بين الطرفين، أغلق المتضررون من قرار الفصل التعسفي نهاية الشهر الماضي، المكتب الإقليمي للمؤسسة الأممية في مدينة غزة.

وحينها قال رئيس اتحاد الموظفين في الوكالة أمير المسحال لـ"فلسطين": إن لقاءات الأيام الماضية مع إدارة الأونروا لم يعلن عنها شيء إيجابي وعملي مكتوب، لذلك نفذنا العصيان الإداري بإغلاق مكتب غزة الإقليمي، وإيقاف مرافق الوكالة الممتدة في القطاع.

وجولة الحوار الممتدة من يوم الخميس الماضي، تستمر لعشرة أيام حسبما أفادت نائب رئيس اتحاد الموظفين سابقًا، آمال البطش.

وبينت البطش في اتصال هاتفي مع "فلسطين"، أن قرار الاتحاد وقف الفعاليات الاحتجاجية، جاء بعد وساطة رئيس اتحاد الموظفين في رئاسة الأونروا بغزة حسان العرقان، والرئيس السابق لوكالة الغوث في المنطقة الشمالية بالقطاع خليل الحلبي.

وأشارت إلى أن الفعاليات التي نفذها الاتحاد كان الهدف منها الذهاب إلى حوار مع إدارة الأونروا.

وقالت البطش: "نأمل أن يكون رد إدارة الأونروا إيجابي هذه المرة، وهي لم تظهر نواياها بعد"، خلال جولات الحوار الجارية.

وكان قرابة 400 متضرر من قرار الفصل، تظاهروا سلميًّا أمام فندق الديرة غرب مدينة غزة، حيث مقر إقامة ماتياس شمالي، فيما أعلنت "الأونروا" سحبًا مؤقتًا لعدد من موظفيها الدوليين من القطاع، في الأول من أكتوبر الجاري.

وكانت إدارة دونالد ترمب، شنت هجومًا على وكالة "الأونروا"، محاولة بذلك استهداف قضية اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة إلى ديارهم التي هجروا منها إبان نكبة الـ48، ولاحقًا اعترفت بـ40 ألف لاجئ فلسطيني، فيما تقدم الوكالة الأممية خدماتها لأكثر من 5 ملايين لاجئ فلسطيني، في مناطق عملها الخمس: قطاع غزة، والضفة الغربية، والأردن، وسوريا ولبنان.