قائمة الموقع

​الحصار وعقوبات الحمد الله يهدمان أحلام طلبة الجامعات

2018-10-07T10:24:53+03:00

بعد مرور ثلاثة أسابيع على بدء العام الدراسي الجديد لطلبة الجامعات الفلسطينية لا يزال المئات منهم يتوافدون إلى عمادات القبول والتسجيل داخل الجامعات، للحصول على تسهيلات مالية تساعدهم على إتمام عملية تسجيلهم للفصل الدراسي الجديد، وتمكنهم من الجلوس على مقاعد الدراسة.

سوء الأوضاع الاقتصادية الناتج عن حصار الاحتلال الإسرائيلي والعقوبات التي تفرضها حكومة الحمد الله على قطاع غزة حرم المئات من الطلبة الجامعيين إكمال مسيرة تعليمهم، ووضع العراقيل أمامهم؛ فقلة ما في اليد، والخصومات الكبيرة من رواتب الموظفين دفعتا بعض أولياء الأمور إلى حرمان أبنائهم إكمال مسيرتهم التعليمية، أو ربما الطلب منهم تأجيل الفصل الدراسي الحالي.

كل تلك الظروف القاسية حرمت الطالب (أ.خ) إكمال دراسته، التي كان يطمح أن يتميز بها ليصل إلى حلم طفولته الذي تمناه طويلًا.

يقول (أ.خ) لـ"فلسطين": "بعد نجاحي في الثانوية العامة قبل عامين التحقت بكلية الآداب في الجامعة الإسلامية، وسجلتُ في التخصص الذي تمنيت دراسته منذ كنت طفلًا صغيرًا، ألا وهو تخصص الصحافة والإعلام".

ويضيف: "بصعوبة دبرت رسوم تسجيل الفصل الأول من دراستي، لأن والدي أصبح عاطلًا عن العمل بعد تدمير مصنعه في حرب 2008م، فقد كنت أذهب إلى الجامعة مشيًّا على القدمين من وسط مدينة غزة حيث أسكن، حتى أتمكن من توفير بعض المصروفات التي قد تساعدني على التسجيل للفصل الثاني من العام الدراسي نفسه".

لكن الظروف كانت أكبر من (أ.خ) الذي لم يترك بابًا إلا وطرقه: الجمعيات التي تهتم بمساعدة الطالب الجامعي، ومجلس الطلبة الذي يعكف على مساعدة الطالب الجامعي؛ فقد أنهى الفصل الأول ولم يتسن له التسجيل للفصل الثاني، بسبب تراكم الديون على والده، الأمر الذي دعاه للتخلي عن دراسته الجامعية التي طالما تمناها، ليخرج إلى سوق العمل، ويبحث عن أي وسيلة عمل تمكنه من سد الحاجات الضرورية التي تقيت عائلته المستورة.

(ش.ر) طالبة مستوى رابع من الجامعة الإسلامية (أي في عامها الأخير من دراسة البكالوريوس)، لم تُسجل بعد للفصل الدراسي الجديد، بسبب رداءة الوضع الاقتصادي الذي يخيم على معظم عائلات قطاع غزة.

تقول (ش.ر) لـ"فلسطين": "أشعر بالإحباط لأني لم أتمكن حتى الآن من التسجيل للفصل الحالي، وعدم مقدرتي على الانتظام على مقاعد الدراسة، بسبب الخصومات التي طالت والدي، كونه أحد الموظفين الذين يتبعون السلطة الفلسطينية في رام الله".

وتُعبر عن مدى قلقها من عدم تسجيلها للفصل الدراسي الحالي، إذ لديها مخاوف من عدم تمكن والدها من توفير الرسوم اللازمة، التي تتيح لها الفرصة لإكمال دراستها ضمن درجة البكالوريوس.

تتابع "فلسطين" الحديث مع الطالبة (أ.م) من الكلية الجامعية، وهي طالبة امتياز لم تتمكن من التسجيل للفصل الدراسي الحالي، لعدم قدرة والدها على دفع رسوم الفصل الحالي، وتسديد ما تراكم عليها طيلة السنوات السابقة، لكنها حصلت على جدول دراسي مدد محددة كونها حاصلة على منحة الامتياز التي تغطي %35 من رسوم الفصل الواحد، ولم تستطع سداد باقي الرسوم.

أمهلتها الكلية حتى بداية نوفمبر المقبل لدفع ما تبقى من رسوم، وإلا فستسحب المساقات المسجلة، وتحرمها فصلًا بأكمله.

هذا حال الكثير من طلبة قطاع غزة، الذين أنهكهم حصار الاحتلال الإسرائيلي الجائر والعقوبات المتزايدة التي تفرضها حكومة الحمد الله على قطاع غزة، فباتوا قلقين على مستقبلهم وأحلامهم المجهولة المصير، وخائفين مما تخبئه لهم الأيام القادمة.

فالطالب الجامعي بطبيعته يتصف بالحياة والتفاؤل والأمل الواعد الذي طالما خطط له منذ صغره، لكن تلك العقوبات حالت بينه وبين أحلامه، لتجعله يفكر أسيستطيع إكمال دراسته الجامعية، أو يتركها بسبب عدم قدرته على توفير أقساط الرسوم الدراسية المستحقة عليه،ومتطلباته المتزايدة من كتبٍ وقرطاسية والكثير من الاحتياجات الضرورية.

اخبار ذات صلة