يجد الكثير من الأطفال في المأكولات الجاهزة كالشيبس والشوكولاتة والعصائر المحلاة ملاذًا، لا سيما إذا كان بعض الأمهات يمنعن أبناءهن من شرائها، وعلى الرغم من محاولات تقليل تناول هذه الأطعمة الضارة للأطفال إلا أن انتشارها كثيرًا في المحلات التجارية يجعل الأهالي عاجزين عن إيجاد بديل لها يرضي أطفالهم ويفيدهم صحيًّا، فما هي مضار هذه الأطعمة.

المشروبات الجاهزة

الباحث في مجال التغذية، وأخصائي الأعشاب الطبية، حازم برغوت، قال: "يواجه الكثير من الأمهات مشكلات مع أبنائهنَّ خاصة في هذه المرحلة، لا سيما في الأطعمة الجاهزة التي يتناولها هؤلاء ومنها السكاكر والحلويات والشوكولاتة، خاصة في موسم العودة للمدارس، وما نجهله أنها تؤثر في تركيز الأطفال عامةً".

ونبه برغوت على أن تناول المشروبات الغازية أو العصائر التي تحتوي على المواد المصنعة ضار جدًا للأطفال فهي عبارة عن مواد حافظة موجودة في هذه العصائر بشقيها.

وأشار برغوت إلى أن هناك ارتباطًا كبيرًا بين المواد الحافظة ومشكلات الجهاز الهضمي والكبد وبين هذه العصائر، لافتًا إلى أنها تسبب الكثير من المشكلات للجهاز العصبي.

فرط الحركة

وأكد الباحث في مجال التغذية أن أغلب الأطفال الذين يتناولون هذه العصائر يعانون فرطًا في الحركة وقلة التركيز، قائلًا: "كما أن بعض الحلويات والسكاكر التي يتناولها الأطفال وتكون مغلفة في منظر جميل تحتوي على نسبة كبيرة من السكريات والتي تقلل نسبة البروتين في الجسم".

ونبه برغوت على أن البروتين مهم جدًّا لبناء جسم الإنسان وبناء القدرات العقلية خاصةً، وعليه سيتعرض عقل الطفل للتشتت وقلة التركيز والانتباه بعد تناول هذه السكاكر.

وفيما يتعلق باللحوم المصنعة التي يقبل عليها الأطفال كاللانشون والبسطرمة فهي تعدّ أطعمة مصنعة لأنها تحتوي على نسبة لا تتجاوز 15% من اللحوم الطبيعية فقط والنسبة المتبقية تحتوي على بروتينات غير حيوانية ويدخل في إعدادها المواد الحافظة بنسب كبيرة، كما أوضح برغوت.

المواد الحافظة

وأفاد أخصائي الأعشاب الطبية بأن أكثر المواد الحافظة التي تدخل في اللحوم المصنعة هي مادة نترات الصوديوم، وهي مسرطنة إن زادت على كمية معينة بالجسم، إضافة إلى أنها تحدث مشكلات في الجهاز الهضمي ينعكس بالطرد على الجهاز العصبي للطفل ما يتسبب في قلة تركيز وتشتت وزيادة العصبية عند الأطفال.

وفيما يتعلق بنقص فيتامين b12 وعلاقته بقلة التركيز عند الأطفال، قال: "لقد وجدنا أن الأطفال الذين يعانون نقصًا في هذا الفيتامين تحديدًا يتعرضون للنسيان والخمول العام وقلة التركيز".

أما عن الأطعمة التي يتوافر فيها فيتامين b12 بكثرة، أشار إلى أنه موجود في الكبدة، وفي اللحوم الحمراء، كما ويرتبط نقص هذا الفيتامين بفقر الدم والأنيميا، إضافة إلى ما تسببه الأنيميا من مشكلات صحية تنعكس على الطفل.

ملح الصوديوم

وترتبط السلوكيات الخطأ عند الأطفال بشراء أكياس الشيبس الغنية بملح الصوديوم والنشويات المعرضة لدرجات حرارة مرتفعة، إضافة إلى المواد الحافظة التي ترفع من احتمالية إصابة الطفل بفرط بالحركة، وضغط الدم، وتعرضه للمشكلات الهضمية أو المعوية، كما نبه برغوت.

وأكد الباحث في مجال التغذية أن كل هذه الأطعمة السلبية وتناولها بكثرة يؤثر في قلة التركيز لدى الأطفال وتأخير في الدراسة والنسيان بكثرة إضافة إلى تشتت الانتباه، دون أن يلتفت الأهل إلى أن هذه الأطعمة هي السبب في ذلك.

وفيما يتعلق بالحلول المقدمة للتخلص من هذه العادات الغذائية السيئة التي يتبعها الكثير من الأطفال في المدارس، شدد برغوت على ضرورة مراقبة وزارة الصحة المقاصف المدرسية لبيع المأكولات الصحية فيها كالفواكه والخضراوات إضافة للإشراف الأبوي.

وأكد أهمية أن لا يربط الأهالي المكافأة الأبوية بالأطعمة المعلبة أو بالحلويات والشيبس والسكاكر، منبهًا إلى أهمية تغيير هذه العادات إلى أخرى صحية تبني جيلًا خاليًا من الأمراض.