حين كانت دولة الإسلام عزيزة في التاريخ الماضي كانت الدول تدفع لها الجزية عن يد وهم صاغرون. كانت دولة الإسلام وفية لأهل الذمة، فلا تنقصهم حقوقهم، ولا تعتدي على أموالهم، ولا تبتزهم، بل كانت توفي لهم الكيل، وتتصدق عليهم.
سقطت دولة الإسلام، وحلت محلها دول قطرية متنازعة فيما بينها، وقويت دولة أميركا، وملكت سلاحًا قاتلًا تهدد به الآخرين، فقررت فيما يبدو أن تأخذ الجزية من الدول الخليجية، ومن المملكة السعودية، في مقابل حماية من يجلسون على كراسي الحكم.
أميركا في عهد ترامب ترى نفسها شريكا في المال السعودي والخليجي، وعلى هذه الدول أن تدفع بسخاء، وإلا فقدت هذه الدول حماية الجيش الأميركي، والمخابرات الأميركية، وعندها ربما لا يبقى الملك سليمان في الحكم أكثر من أسبوعين، كما يقول ترامب بوقاحة في خطابه الانتخابي الأخير في بنسلفينيا؟!
ترامب ليس رئيسا تاجرا فحسب، بل هو رئيس بلطجي قبل كل شيء، وهو يرى أن بلاده أحق بمال المملكة والخليج من سكان المملكة والخليج، ولأنه بلطجي ومنحرف أخلاقيا وداعر، لا يجد حرجا من الإعلان عن حقه بالمال السعودي مقابل الحماية علنا، وفي الوقت نفسه لا يشبع ولا يقنع، رغم أنه أخذ الكثير الكثير؟!
لو كان قادة المملكة والخليج أحرارا بما فيه الكفاية لأعلنوا تمردهم على دفع الجزية، أو الابتزاز، ولذهبوا في اتجاه التصالح مع جيرانهم، ورفض الغطاء الأميركي، فثمة دول في العالم وفي أميركا اللاتينية أصغر من السعودية تعلن تحديها للإدارة الأميركية، وتمردها على الهيمنة الأميركية.
يبدو أن دول الخليج والمملكة هي نفسها التي اتاحت لهذا الرئيس الداعر البلطجي لأن يعاملها هذه المعاملة، على قاعدة فاستخف فرعون قومه فأطاعوه، لذا على المملكة أن تراجع سياستها مع أميركا، وأن تمتنع عن دفع الجزية له، وستجد من شعبها والعالم العربي كل دعم وتأييد، وفي العالم مندوحة عن أميركا ورئيسها التاجر الداعر.