تعد قضية الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي جزءًا أساسيًّا من نضال حركة التحرر الوطني، وإحدى أرسخ دعائم مقومات القضية الفلسطينية، وسرعان ما تتأثر بكل ما يتعرض له شعبنا الفلسطيني في مختلف أماكنه من هموم وقضايا، وفق مختصَّين في شؤون الأسرى.
ويرى المختصان أن زيارة حجم التضامن داخل وخارج الأراضي الفلسطينية مع الأسرى في سجون الاحتلال، خاصة المضربين منهم عن الطعام، من شأنه تقليل مدة إضرابهم، وإجبار الاحتلال على الاستجابة لمطالبهم، وتعريته عالميًّا.
ويواصل الأسير عمران الخطيب إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الـ57 تواليًا، فيما دخل الأسير خضر عدنان إضرابه اليوم الـ30 تواليًا، في حين يواصل الأسيران صلاح جواريش وإسماعيل عليان إضرابهما المفتوح منذ 26 يومًا.
تفعيل القضية
ورأى المختص في شؤون الأسرى ياسر صالح، أن الوقفات الداعمة والمساندة للأسرى تأثرت مع وجود هموم يعانيها شعبنا الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة، الذي يعاني استمرار الحصار الإسرائيلي المفروض منذ 12 عامًا، وارتفاع معدلات البطالة، ونتائج الانقسام.
وقال صالح لصحيفة "فلسطين": لم تعد قضية الأسرى كما كانت قبل سنوات، حيث نجدها الآن قد تراجعت بسبب قضايا وهموم المواطنين، مؤكدًا أن الوقفات الداعمة والمساندة للأسرى ليست بالمستوى المطلوب معهم، خاصة المضربين عن الطعام في ظل تدهور أوضاعهم الصحية وتفرد إدارة سجون الاحتلال بهم لثنيهم عن مواصلة إضراباتهم.
ودعا لتفعيل قضية الأسرى وعدم تهميشها، مطالبًا الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية للتضامن معهم ومساندتهم، وإبقاء قضيتهم على سلم أولوياتهم لحين تحريرهم.
وحث وسائل الإعلام لتوعية أبناء الشعب الفلسطيني والعالم بما يتعرض له الأسرى والجرائم المرتكبة بحقهم والتي تخالف الأعراف والشرائع الدولية، في محاولة لزيادة رقعة التضامن معهم، وممارسة المؤسسات والمنظمات الدولية والحقوقية دورها في حمايتهم وتوفير احتياجاتهم.
حضور فاعل
ويتفق مدير مكتب إعلام الأسرى ناهد الفاخوري، مع سابقه بأن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس المحتلتين وقطاع غزة من الاحتلال، أثر على حجم التضامن مع الأسرى خاصة المضربين عن الطعام.
وقال الفاخوري لـ"فلسطين": إن كثرة الهموم وانتشارها على مستوى الوطن وشراسة الاحتلال على شعبنا والهجمة الأمريكية على القدس ومحاولة طمس حق العودة، شتتت الدعم والمساندة للأسرى.
وشدد على ضرورة أن يكون لقضية الأسرى حضور في مختلف الفعاليات التي يتم تنظيمها في كل أماكن وجود الشعب الفلسطيني؛ للمطالبة بتحريرهم ووقف الجرائم الممارسة بحقهم، والانتصار لقضاياهم وحقوقهم العادلة، لافتًا إلى أن زيادة حجم التضامن مع الأسرى من شأنه تقليل خسائرهم.
ودعا الفاخوري لمساندة الأسرى على مختلف الأصعدة، من خلال العمل الجماهيري والإعلامي، ونشر تقارير إعلامية ومصورة توثق الانتهاكات التي يتعرضون لها، وتسليط الضوء على أسرهم لجلب أكبر قدر ممكن من التفاعل المحلي والدولي مع قضاياهم، مقدمةً لتحريرهم.
وتواصل سلطات الاحتلال اعتقال نحو 6500 أسير فلسطيني، بينهم 450 معتقلًا إداريًّا تمارس بحقهم جرائم مخالفة للأعراف والقوانين الدولية.

