(إسرائيل) تشكر ترامب والإدارة الأميركية على الدعم غير المحدود الذي تقدمه أميركا (لإسرائيل). دولة الاحتلال تشعر بالقوة والتفوق من خلال هذا الدعم الذي وصفه نتنياهو أمس. رسالة نتنياهو هذه في هذا التوقيت ربما هي مرسلة إلى الروس بعد تزويدهم سوريا بصواريخ أس 300. لقد حاول نتنياهو ثني روسيا عن هذا الموقف، ولكنه فيما يبدو فشل في محاولته، لأن روسيا تريد أن تحمي قواتها في سوريا، وأن تحمي منطقة نفوذها. ومع ذلك يبقى السؤال الجوهري القائل: إلى أي مدى سيتحدى الروس (إسرائيل) في سوريا؟! وما هي شروط روسيا على سوريا في استخدام هذا السلاح؟!
نعم، لقد أهانت (إسرائيل) كبرياء روسيا بسقوط طائرة (إيل 20) والتسبب في مقتل (15) ضابطًا روسيًّا، ومخالفة الشروط التي توافقت فيها روسيا وتل أبيب عند استخدام المجال الجوي السوري. روسيا تشعر بالإهانة والغضب، ولكن تقديراتي تقول إن روسيا لن تذهب بعيدا في الخصومة مع نتنياهو، وأن نتنياهو سيجد من الدول الحليفة من يساعده في تجاوز هذه الأزمة المؤقتة، وتقديري أن روسيا لن ترد عسكريًّا على مقتل عسكرييها وسقوط طائرتها، واختارت طريقًا التفافيًّا عبر سوريا وإس 300.
(إسرائيل) العظمى دولة مدللة من دول الغرب والشرق، ولأنها كذلك يمكن أن تغفر لها الدول العظمى جرائمها وأخطاءها، ولا تكاد تجد دولة في العالم تحظى بهذا الدلال العجيب؟! أسابيع قليلة وتعود المياه إلى مجاريها بين تل أبيب وموسكو، والتعويضات المالية ستحل المشكلة، وأحسب أن (إسرائيل) جاهزة للدفع. وفي الوقت نفسه تكون روسيا قد نفذت خطتها في سوريا وفرضت أمرًا واقعًا يخدم مصالحها هناك قبل أن يخدم مصالح السوريين.