بالأمس توحد الشعب الفلسطيني في أماكن وجوده داخل فلسطين المحتلة، والضفة، وغزة، والشتات في إضراب شامل ضد قانون القومية اليهودي العنصري. كان الإضراب رفضا للقوانين والتشريعات الإسرائيلية التي تتغول على حقوق أصحاب الأرض الفلسطينيين، ورفضا للتوجهات الدينية اليهودية التي تهدد حقوق ومصالح الفلسطينيين داخل الخط الأخضر الذين بقوا في ديارهم، والذين خاضوا معارك نضالية على مدى سبعين سنة ضد التفرقة العنصرية، وطلبا للمساواة.
النضال الطويل الذي خاضه الفلسطينيون داخل الخط الأخضر طلبا للمساواة، ورفضا للعنصرية، لم يصل بهم إلى العدالة التي كانوا ينشدونها، رغم أنهم هم أصحاب الأرض الأصليون، واليهود القادمون إلى فلسطين من بلاد مختلفة ومتفرقة هم محتلون لفلسطين بالقوة العسكرية الغاشمة. العنصرية اليهودية الصهيونية بلغت سقفا لم تبلغه من قبل بإقرار قانون القومية ، الذي يعني يهودية الدولة، وأن الدولة للسكان اليهود فقط، وأن السكان الفلسطينيين لا يتمتعون بحقوق المواطنة، وأن بقاءهم في أماكن وجودهم هو بقاء مؤقت مرهون بقرار قادة الدولة اليهود؟!
الإضراب الشامل ضد هذه العنصرية اليهودية، وضد القانون، وحّد الفلسطينيين، وأعطى صورة جيدة عن التضامن الفلسطيني، وعن قدرة الشعب الفلسطيني على نبذ خلافاته والعودة إلى الأصول التي تجمعه في صف واحد، في الدفاع عن حقوقه الوطنية الأصيلة والتاريخية، وأن الانقسامات الجغرافية، والحزبية، لا تمنع وحدة الكلمة والصف في القضايا القومية، وفي مواجهة العدوان الصهيوني.
الإضراب الموحد والشامل أوصل رسائله القانونية، والسياسية، والإنسانية للعالم كله ، وسيواصل الفلسطينيون كفاحهم حتى تحقيق أهدافهم، وسيجد أهلنا في داخل الخط الأخضر الدعم الكامل منا في غزة والضفة والشتات، ولن يجعل الله للعنصرية اليهودية عليهم سبيلا.