فلسطين أون لاين

​الصورة و"الفيديو" في خدمة فلسطين "سوشيالجيًّا"

...
غزة - عبد الرحمن علوان

صورة لجندي من قوات الاحتلال الإسرائيلي يشهر سلاحه في وجه الشبان المتظاهرين عند السياج الفاصل شرقي قطاع غزة على "إنستغرام"، و"فيديو" رائج على "فيس بوك" يصور لحظة وداع أم لابنها الشهيد الذي قتله الاحتلال الإسرائيلي بدمٍ بارد.

وتغريدات أخرى على "تويتر" تعبر عن غضبها من انتهاكات الاحتلال بحق أهالي قرية الخان الأحمر مرفقةً بصور للاعتداءات الوحشية على أهالي القرية، وغيرها من الصور والفيديوهات التي ينشرها مستخدمو وناشطو وسائل التواصل الاجتماعي على صفحاتهم الشخصية والعامة، آملين تصدير قضية فلسطين عالميًّا.

"فلسطين" استعرضت هذه المشاهد من صفحاتٍ شخصية لنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وحاورت بعضهم للتعرف إلى كيفية توظيف الصورة والفيديو على هذه المواقع؛ من أجل تصدير قضية فلسطين عالميًّا بطريقةٍ صحيحة وتكسب الدعم الدولي.

الصحفية اللبنانية كاتيا ناصر أكدت ضرورة وجود وعي لدى الناشطين لما ينشرونه على مواقع التواصل الاجتماعي، فكثرة النشر العشوائي دون التحقق من صحة الأخبار من الجوانب السلبية، فكثير من النشطاء يهتمون بسرعة نشر صورةٍ أو مقطع فيديو دون مراعاة الجوانب الإنسانية أو التحقق من صحتهما.

وعلى صعيدها الشخصي تهتم ناصر –كما قالت لـ"فلسطين"- بنشر ما يحصل من انتهاكات لحقوق الفلسطينيين في مختلف أماكن وجودهم، عادّة ذلك حصتها من مآسي الشعب الفلسطيني، ومواقع التواصل الاجتماعي المتاحة أمامها وسيلة قوية من أجل تصدير القضية الفلسطينية عالميًّا، فهي أهم سلاح يجب أن يمتلكه الشعب الفلسطيني في المرحلة الراهنة.

كيف تنشر؟

تتوخى ناصر الحذر قبل النشر، وتراقب مصداقية الناشرين، وتعتمد على صحفيين مدنيين، وتجري مقارنات بين الصور والأحداث والأسماء قبل نشرها، وتهتم بالمحتوى المنشور أيضًا، فالمحتوى مهم جدًّا، فنشر صورة لطفل يحمل السلاح يمكن أن يوظفه العدو ضد القضية، بالمقابل تعمد كاتيا إلى نشر فيديوهاتٍ لأطفال يحفظون أسماء القرى الفلسطينية المندثرة وتعده مصدر قوة.

ولا تحبذ نشر الصور العنيفة مثلَ صور الشهداء مضرجين بدمائهم؛ لأن ذلك يجعله أمرًا مألوفًا لا تأثير له، مشيرة إلى أن تصوير المشاعر وردود الفعل وتفاعل الناس مع الشهيد هو أبلغ في توصيل الرسالة, وإن كان لابد من استخدام صورة الشهيد مضرجًا بدمائه، فعلى الناشرين احترام الموت واحترام ذوي الشهيد بتورية ما يؤلم في الصورة.

تجربة نشطاء

في السياق نفسه يسعى الناشط الشبابي محمد سلمى إلى توصيل صورة الوضع في فلسطين إلى العالم الخارجي من طريق التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، فبهاتفه المحمول وخلف لوحة حاسوبه وضع محمد على عاتقه نشر انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي لحقوق الشعب الفلسطيني.

فصفحته الشخصية على (فيس بوك) مليئة بالصور والفيديوهات التي تبين غطرسة قوات الاحتلال على الفلسطينيين يوميًّا، ولا يقتصر كونه يقطن في قطاع غزة على نشر أحداث القطاع فقط، بل إنه ينشر ما يحدث في الأراضي الفلسطينية عامةً.

وبين محمد خلال حديثه إلى "فلسطين" أنه يركز على الجوانب الإنسانية في الفيديوهات والصور التي ينشرها على صفحته، وتلاقي تفاعلًا كبيرًا جدًّا من متابعيه من مختلف دول العالم، علمًا بأنه ينشر باللغة الإنجليزية ساعيًا إلى توصيل الفكرة جيدًا.

أكمل قائلًا: "لا أنشر عشوائيًّا؛ لأن ذلك ليس من مصلحتنا"، فيفضل محمد نشر صورٍ لمعاناة الفلسطينيين على حواجز قوات الاحتلال، معنونًا ذلك بـ: "هكذا هي الحياة اليومية للفلسطينيين"، فضلًا عن صور الشهداء التي تحظى بتضامن الأجانب كثيرًا.

ويعاني محمد سلمى من مشكلة تعدد اللغات، فهو يتقن اللغة الإنجليزية فقط من اللغات الأجنبية، لذا يصعب عليه محاورة المتفاعلين مع منشوراته، فيستخدم "مترجم قوقل" للتغلب على المشكلة، ووصفه بغير الدقيق في الترجمة، إذ يخاف عدم إيصال الفكرة إلى المتفاعلين بوضوح.