شنّت أجهزة أمن السلطة، حملة اعتقالات واسعة بحق أهالي مخيم نور شمس للاجئين شرق محافظة طولكرم شمال الضفة الغربية المحتلة على خلفية "أزمة الكهرباء" في أحد أحياء المخيم.
وتفاجأ أهالي حي النصر في مخيم نور شمس، بحملة اعتقالات ومطاردات أمنية واقتحامات للمنازل والعبث في محتوياتها عقب وقوع إشكالية خدماتية وصفت بـ"البسيطة" في الكهرباء المغذية للحي.
وقال المواطن (ج. د) أحد سكان الحي: "تفاجأ أهالي الحي من تصرف بلدية طولكرم قبل نحو شهرين بزرع أعمدة كهرباء خشبية إلى جانب الأعمدة الرئيسة المغذية للكهرباء، ثم مدّدوا أسلاكا جديدة صوب المنازل، ووضعوا عدادات جديدة بنظام (الكرت) داخل كل بيت تحت حماية أمن السلطة".
وأضاف المواطن الذي رفض الكشف عن اسمه خشية الملاحقة الأمنية: "أهالي الحي غير معنيين بمواجهة أمن السلطة، لكن الذي حصل مفاجأة، وأصبح الأهالي لا يعلمون ما الذي يحدث، فلم تتحدث أي جهة رسمية حكومية أو بلدية مع الأهالي لوضعهم في صورة الحدث" الأمر الذي أحدث حالة من الضجر بين المواطنين.
وأشار إلى أن بلدية طولكرم تحاول فرض تغذية منازل الحي بالكهرباء التابعة لها بنظام (الدفع المسبق/الكرت) الأمر الذي لاقى رفضا واسعا كون النظام الجديد "مرهقًا" بالنسبة لهم.
وتابع: "المواطن يشتري رصيد كهرباء بـ 100 شيقل تكفيه أسبوعا واحدا فقط .. هذا لا يعقل"، بحسب تعبيره.
كما قال المواطن (أ.ص): إن دوريات أمن السلطة تتواجد ليلا ونهارا، والبلدية ترفض الجلوس مع الأهالي فيما تسود حالة من الغضب في الحي.
وعلق (أ.ص) أحد سكان الحي، الذي رفض الكشف عن اسمه خيشة الملاحقة الأمنية، ساخرا: "ما ظل غير تيجى دورية الصحة والضابطة الجمركية" في إشارة للتواجد الأمني المكثف في مخيم نور شمس.
خدماتية وليس سياسية
وقال النائب في المجلس التشريعي د. فتحي القرعاوي: إن "الإشكالية الخدماتية في المخيم، قضية داخلية، ولم يرد أهالي المخيم أن تتوسع أو تخرج للإعلام وتتدخل الأجهزة الأمنية".
وأضاف القرعاوي، لصحيفة "فلسطين": إن "ما دفعني لأكتب حول القضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي هو اقتحام أمن السلطة لمنازل المواطنين وتفتيشها وملاحقة أهالي الحي".
وأوضح أن مشروع الكهرباء الخاص بمخيم نور شمس هو مشروع قديم منذ الثمانينيات، وأشرفت عليه لجنة من أهالي الحي، وريعه كان يعود للأسر الفقيرة واحتياجات المخيم، مشيرا الى أنه كان من أنجح المشاريع.
وتابع: "استمر هذا الوضع لفترة طويلة، وتطور المشروع بشكل إيجابي، وأشرفت اللجنة على بناء عمارات ومحلات تجارية يعود ريعها إلى اللجنة، إضافة إلى شراء مشاريع كبيرة لمصلحة المشروع والأسر الفقيرة".
وأشار إلى أنه وقت قدوم السلطة عام 1993م – 1994م، أعلن الرئيس الراحل ياسر عرفات أن مخيمات اللاجئين (معفاة) من فواتير الكهرباء والماء، وبعدها أصبح جزءا كبيرا من المخيم لا يدفعون ثمن الكهرباء، الأمر الذى أدى إلى عجز اللجنة عن إلزام المواطنين بالدفع.
ولفت القرعاوي إلى أن مخيم نور شمس تمدد ويحتوي حاليا على حي جديد اسمه حي النصر، "وسكانه يشعرون حاليًا بالغضب إزاء القضية كون أن البلدية أو أي جهة حكومية لم تجلس معهم أو تتناقش معهم حول قضية العدادات الجديدة".
وذكر القرعاوي أن مطالب المواطنين هي: سحب أمن السلطة من الحي فورا، وعدم تدخلها في القضايا الخدماتية، ومساواة أهالي حي النصر مع أهالي مخيم نور شمس.
ودعا الجهات المسؤولة إلى حل الاشكالية بأسرع وقت، بقوله: "يجب نزع الفتيل وحل القضية، بطريقة بعيدة عن فرض الارادات وقهر الناس".
وطالب النائب في المجلس التشريعي أمن السلطة بعدم التدخل في القضية؛ لأنها خدماتية اجتماعية يطالب من خلالها الأهالي بإنصافهم ومنحهم حقوقهم في ظل الأوضاع المعيشية المتردية لسكان المخيم.