فلسطين أون لاين

​مواقع مشبوهة تنشط لتأجيج الفتنة

...
صورة أرشيفية لمحطة كهرباء غزة
غزة - ربيع أبو نقيرة

تنشط مواقع "مشبوهة" مجهولة النسب في نشر أخبار مغلوطة ونسب تصريحات كاذبة لشخصيات فلسطينية، خصوصًا في موضوع أزمة الكهرباء والتي شغلت الرأي العام في ظل تفاقمها قبل أسبوع.

وتتساوق تلك المواقع مع ما تنشره صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تابعة للاحتلال، في التحريض على قطاع غزة وزعزعة الأمن من خلال استغلال حاجة الناس جراء الحصار المفروض على القطاع منذ قرابة عشر سنوات.

وتبث العديد من المواقع الالكترونية ومنها "وكالة وطن 24 الإخبارية"، و"شبكة سهم الإخبارية"، و"موقع كفى 24"، الشائعات والأكاذيب، وتنسب تصريحات مكذوبة لشخصيات مسؤولة، خدمة لأجندة مشبوهة.

بدورهم، نفى مسؤولون وفصائل صحة ما نسبته هذه المواقع إليهم من تصريحات، وحذروا وسائل الإعلام والصحفيين من النقل عنها أو اعتمادها كمصادر موثوقة أو التعامل معها.

بدوره، حذّر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة وسائل الإعلام والصحفيين من التعامل مع عدد من المواقع الإلكترونية، واصفًا إياها بـ"غير المرخصة وتتبع لأجندات مشبوهة تهدف لبث الفتنة وزعزعة الاستقرار المجتمعي".

سيرفرات خارجية

وقال رئيس المكتب سلامة معروف في حديثه لصحيفة "فلسطين": "نتابع ما تنشره وسائل الإعلام في أوقات الطوارئ والأزمات للتأكد من التزامها بالمهنية والموضوعية"، مشيرًا إلى أنه في إطار المتابعة تم الإعلان عن أسماء مواقع مشبوهة، واضح من محتواها الإعلامي أنها تخدم أهداف الاحتلال.

وتابع "بات من الواضح أنها تتعمد إلصاق تصريحات كاذبة على لسان العديد من المسؤولين، بهدف بث الفتنة وزعزعة الاستقرار، الأمر الذي دعانا لطرح آلية لمعالجة الأمر"، مشيرًا إلى أنه من خِلال تتبع المواقع تبين أنها تبث من سيرفرات خارجية.

وأضاف معروف "هي مواقع من خارج غزة، غير معلومة المصدر والجهات التي تقف خلفها، لذلك حذرنا منها وطلبنا من وسائل الإعلام عدم التعامل معها والاعتماد عليها كمصادر، كي لا يتم تحمل أي مسؤولية قانونية"، لافتًا إلى أنه تعذر حجبها وظهورها في غزة.

أما بخصوص الصفحات التي تتبع المواقع على شبكات التواصل الاجتماعي، أوضح أنه يتعذر متابعة كل ما ينشر في ظل الزخم الكبير للصفحات الناشطة، لذلك الدعوة موجهة لوسائل الإعلام والناشطين لعدم الاعتماد عليها كمصدر طالما أنها غير معلومة المصدر، والتثبت من صحة الأخبار المنشورة.

غزة مستهدفة

من جانبه، قال أستاذ الإعلام الدكتور نشأت الأقطش، إن ذلك يقع في إطار الحرب الإعلامية والدعاية، قائلاً "من هم وراء هذه المواقع والصفحات يعلمون أن غزة في ظل الحصار المستمر منذ عشر سنوات على حافة الانفجار، لذلك يستغلون هذه الحالة".

وتابع الأقطش لـ"فلسطين"، "الاحتلال الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية والأنظمة العربية بلا استثناء، معنيون ومجمعون على أهمية الضغط على شعبنا في غزة كي تنفجر، في إطار استهداف غزة وحماس"، موضحًا أن الهدف الأسمى هو إسقاط نظام حماس، كونهم يعتقدونها هي من جرت البلاء على الأنظمة العربية".

ولفت الأقطش في حديثه لصحيفة "فلسطين"، إلى أن تلك المواقع معادية لغزة، ووجودها بالأساس للتحريض على حماس والمقاومين، قائلاً "هناك حالة في غزة، العالم مرعوب منها ويعتقد أنه من الواجب محاربتها، لحماية نفسه من الربيع العربي القادم".

وتابع "إن كانت حماس على حق ولها أنصار فهي لن تتأثر بذلك، أما إن كانت ظالمة وتمارس القمع بالفعل فهنا يكون الخطر، لذلك يجب ترك الناس الذين يعيشون الضنك للتعبير عن رأيهم، في ظل الحصار المستمر منذ عشر سنوات والذي يعد صمود الناس أمامه معجزة العصر".

وأضاف الأقطش "يجب على غزة تقديم المعلومات الحقيقية حول الأوضاع للجمهور من خلال خبراء دون الرد على الإشاعات، ولا يكفي القول إن ما ينشر أكاذيب، بل يجب نشر المعلومات الصحيحة".

دعاية سوداء

وفي السياق، أوضح الكاتب الصحفي وسام عفيفة، أن أي وسيلة إعلامية تختبئ وتخفي هويتها، يعني ذلك وجود ما تخشاه، وتضع نفسها في إطار المواقع التي تمارس الدعاية السوداء باستخدام الكذب والتضليل.

ولفت في حديثه لصحيفة "فلسطين"، إلى أن تلك المواقع تخدم الاحتلال بشكل مباشر وأجندته بشكل غير مباشر، كونها تتساوق مع روايته وتحاول لعب نفس الدور الذي يلعبه الاحتلال تجاه حربه ضد غزة.

وأوضح عفيفة أن الأخطر من ذلك، هو مساحة وهامش التعاطي مع تلك المواقع، والنقل عنها أو ترويج أخبارها، علمًا أنها مواقع مدعومة وتنشر تحت بند إعلانات ممولة في محاولة منه لإغراق مواقع التواصل الاجتماعي بروايتها.

وأشار إلى أن المطلوب إعلاميًا فضح المواقع المشبوهة وأجنداتها، وتحذير الإعلاميين من النقل عنها أو التساوق معها.