في دولة العدو الصهيوني ينتقد نتنياهو علنًا محمود عباس في مسألة غزة، ويقول لصحيفة معاريف: إن "عباس مسؤول عن الأزمة الآخذة في التعاظم بالقطاع". وفي الوقت نفسه يهدد نتنياهو غزة بقوله: "إن جيشه جاهز للتعامل مع أي سيناريو قد يطرأ على جبهة قطاع غزة، وأن تهديداته جدية". وبحسب نتنياهو فإن الأزمة في القطاع نابعة من انهيار الاقتصاد، إذ يعيش السكان على الفتات، ويسعى أبو مازن لأخذه منهم"؟!
نعم، من مصلحة (إسرائيل) أن يلقي نتنياهو مسؤولية الأزمة الاقتصادية والمعيشية على محمود عباس، الذي بغبائه أوقع عقوبات مالية خطيرة على غزة، وبهذا العمل الغبي قدم لنتنياهو طوق النجاة والتملص من المسؤولية على طبق من فضة كما يقولون.
نعم نحن نعلم أن الاحتلال والحصار هو أساس مشكلات غزة، وهو الذي تآمر مع آخرين على تدمير اقتصاد غزة، وتجويع المجتمع، لضرب المقاومة، وتفجير مجتمع غزة من داخله، ولكن محمود عباس بعقيم رؤيته السياسية خدم إسرائيل من حيث لا يدري، إن لم يكن قد تآمر معهم على غزة وعلى المقاومة.
إن كان محمود عباس بمعزل عن اتهام نتنياهو له، فيجدر به أن يبادر فورًا لنفي أقوال نتنياهو، وأن يبادر عمليًّا برفع العقوبات عن غزة، ذلك لأن جلّ الشعب يصدق كلام نتنياهو، ويكذب كلام عزام وأمثاله، الذين ما فتئوا يهددون غزة بعقوبات مالية جديدة؟!
إن الوطنية الفلسطينية لن تغفر لعباس وفتح مواقفهم المنحرفة ضد غزة وضد المقاومة، وعليهم أن يتذكروا دائمًا أن غزة كانت مهد الوطنية الفلسطينية والمقاومة، وأنها كانت الأولى في الدفاع عن القدس، وعن الضفة، وأن غزة التي أجبرت شارون على سحب قواته من غزة، لن تركع لتهديدات نتنياهو، ولا لعقوبات عباس، ولسان حالها يقول: وعلى الباغي تدور الدوائر، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
غزة برجالها ونسائها وصبرها ستصل لا محالة إلى أهدافها، وسيجعل الله لها مخرجًا، ويرزقها وأهلها من حيث لا تحتسب، وستبقى التهديدات والعقوبات لعنة على أصحابها.