نظم آلاف الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948، تقدمهم الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية، ونواب عرب بالكنيست الإسرائيلي (البرلمان)، اليوم السبت 21-1-2017، مسيرة احتجاجية على سياسة الهدم الإسرائيلية للمنازل الفلسطينية.
وسار المشاركون في مسيرة ببلدة عارة (شمال) وهم يحملون الأعلام الفلسطينية والرايات السوداء وشعارات من بينها "هدم البيوت وقتل المواطنين العرب جرائم ضد الإنسانية"، حسب مراسل وكالة "الأناضول" للأنباء.
وإضافة للشيخ صلاح (أفرج عنه من سجون الاحتلال الثلاثاء)، تقدم المسيرة محمد بركة رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، ونواب عرب بالكنيست بينهم أيمن عودة وأحمد الطيبي وباسل غطاس ومسعود غنايم وجمال زحالقه وأسامه السعدي وعايدة توما وعبد الحكيم حاج يحيى.
وقال النائب أيمن عودة، رئيس القائمة العربية المشتركة (تضم 13 نائباً) في الكنيست، إن هذه المسيرة "الجبّارة تؤكد تمسكنا جميعًا بحقّنا أن نعيش بكرامة في أرضنا".
كانت شرطة الاحتلال الإسرائيلية هدمت قبل أيام عدداً المنازل وقتلت المواطن "يعقوب أبو القيعان" في بلدة "أم الحيران" بالنقب (جنوب)، وسبقها هدم 11 منزلا في مدينة قلنسوة (شمال).
وأضاف عودة في تصريح صحفي: "أتينا إلى هنا لنطلق صرخة مدوية ضد العنصرية، ضد القتل الذي يُمارس ضدّنا بدمٍ باردٍ، ووفاءً للشهيد يعقوب أبو القيعان، نتظاهر ضد المؤسسة المعادية لشعبنا، ضد (رئيس وزراء الاحتلال بنيامين) نتنياهو و(وزير الأمن الداخلي جلعاد) أردان والسياسة التي يمثلاها".
وتابع: "العيش بكرامة هو مطلبنا وحقنا، صرختنا هذه هي صرخة تحدّي، ضد هدم بيوتنا، ومن أجل ضمان مستقبل أطفالنا، فلا يمكن أن نمرّ مرّ الكرام على ما حدث في قلنسوة وفي أم الحيران، سنتصدى لكل المخططات التي تتعامل معنا كأعداء؛ لأن نضالنا هو نضال أصحاب الحق، نضال وطني ديمقراطي وشرعي".
ولفت عودة إلى أن "هذه المظاهرة الجبّارة لن تكون إلّا رافعة واستمرارية لخطوات أخرى، وتصعيد النضال حتى إحقاق الحق".
بدوره دعا محمد بركة، في كلمة بختام المسيرة، إلى ملاحقة قادة حكومة الاحتلال الإسرائيلية بتهمة القتل وقال: "نتنياهو وأردان يجب أن يحاكما بتهمة قتل أبو القيعان".
من جهته قال النائب أحمد الطيبي، عضو الكنيست، في تصريحات للصحفيين على هامش المسيرة، إن "الآلاف من الجماهير العربية في الداخل يرسلون رسالة واضحة من هنا لنتنياهو وحكومته بأن الجماهير العربية لن ترضخ لسياسة الهدم والتحريض التي تتم بشكل ممنهج ضد الأقلية العربية في الداخل".
وتابع: "الجمهور العربي في الداخل مُوَحّد خلف قيادته ومطلبها بالاستقالة أو الإقالة الفورية للوزير جلعاد أردان، المسؤول المباشر، هو ومدير الشرطة روني الشيخ، عن حملة التحريض وتزييف الحقائق وبث الأكاذيب ضد الضحية الشهيد يعقوب أبو القيعان وضد الأقلية العربية في الداخل".
ومسيرة اليوم دعت لها لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية داخل الأراضي المحتلة عام 1948، ضمن سلسلة فعاليات شملت أمس صلاة الجمعة في بلدة أم الحيران على أن تنظم بعد غد الإثنين مسيرة سيارات من الشمال باتجاه مقر رئاسة حكومة الاحتلال في غربي القدسا لمحتلة.
وأمس الأول الخميس، عمّ الإضراب الشامل، القرى والمدن الفلسطينية في الداخل المحتل، احتجاجا على حملة الهدم الإسرائيلية التي شهدتها قرية أم الحيران.
وطبقا للإحصائيات الرسمية الإسرائيلية، يعيش مليون و400 ألف فلسطيني الأرضي المحتلة عام 1948، يشكلون 20% من عدد السكان البالغ 8 ملايين ونصف المليون نسمة.
وفي سياق غير بعيد، أطلقت شرطة الاحتلال قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه عدد من المواطنين الفلسطينيين الذين احتجوا على الشروع بفتح شارع يصل ما بين مدن الاحتلال على حساب أراضي بلدة "عارة"، حسب مراسل "الأناضول".
فيما قالت لوبا السمري، المتحدثة بلسان شرطة الاحتلال، في تصريح مكتوب، إن "مجموعة من المتظاهرين قامت بسد محور طرقات". وأضافت السمري: "أبعدت الشرطة المتظاهرين دون تنفيذ اعتقالات".