في 26أكتوبر/تشرين الأول 2001 أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" نجاح إطلاق أول صاروخ فلسطيني محلي الصنع صوب مستوطنة "سديروت" المحاذية لقطاع غزة، ليشكل ذلك الحدث نقطة مفصلية في تطور العمل المقاوم بعد نحو عام من اندلاع شرارة انتفاضة الأقصى، التي أوقدت ببدايتها بالحجر والمقلاع والمظاهرات الشعبية.
وشهدت انتفاضة الأقصى في عامها الأول، إعادة تفعيل العديد من وسائل المقاومة الشعبية فكانت الحجارة تطارد جنود الاحتلال في كل شارع وزقاق، ثم تسلح شبان الانتفاضة بالسكين لاقتحام المستوطنات وتنفيذ عمليات طعن وكذلك استخدامات الزجاجات الحارقة في ملاحقة جنود الاحتلال والتصدي لعمليات اقتحام المدن والقرى الفلسطينية سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة.
وعلى وقع اشتداد العمل المقاوم الشعبي بدأ العمل الميداني يتطور سريعا، عبر تنفيذ عمليات إطلاق النار وزرع عبوات ناسفة في محيط مواقع جيش الاحتلال ثم تصنيع قذائف الهاون، وصولا إلى العمليات الاستشهادية والصواريخ والأنفاق المفخخة على مدار سنوات انتفاضة الأقصى.
الاختصاصي بالشؤون العسكرية رامي أبو زبيدة أوضح أن تطور الفكر والعمل المقاوم سواء الشعبي أو العسكري جاء نتيجة طبيعية ورد فعل على جرائم الاحتلال التي تصاعدت منذ الأسابيع الأولى لاندلاع انتفاضة الأقصى، مبينا أن العمليات الاستشهادية تعد من أكثر وسائل الانتفاضة تأثيرا في الاحتلال إلى جانب الصواريخ التي أزعجت الاحتلال عن بعد وهددت أمن جنوده ومستوطنيه.
وقال أبو زبيدة لصحيفة "فلسطين" إن المقاومة تميزت بقدرتها على تطوير أدوات في الكفاح الوطني رغم الملاحقة القاسية التي تعرضت له سواء من الاحتلال أو أجهزة السلطة الفلسطينية، مشيرا إلى أن النواة الأولى للعمل العسكري كانت مرتبطة بمجموعات قليلة العدد والعدة.
بدوره، تحدث الكاتب السياسي ياسين عز الدين عن العوامل التي ساهمت في زيادة حدة المقاومة الشعبية والعسكرية خلال انتفاضة الأقصى، قائلا إن "الدافعية لمقاومة الاحتلال دائمًا موجودة فهذه مزروعة في عقل الفلسطيني منذ ولادته".
وأضاف عز الدين لصحيفة "فلسطين"، أن الذي حصل خلال انتفاضة الأقصى أنه وجد مناخ ثوري أدى لتشجيع الفلسطينيين على تطوير عملهم المقاوم والانتقال من مرحلة الحجارة إلى العمل المسلح.