قائمة الموقع

عندما يتحول الاتهام إلى وسام... المقاومة نموذج

2025-12-24T09:12:00+02:00
فلسطين أون لاين

في زمن تختلط المعايير، ويُجرّم الشرف، تُصبح التهم أحيانًا شرفًا خفيًا، ووصمات العار أوسمة على صدور الصادقين.

لحظة تُصبح الكرامة تهمة، والدفاع عن الأرض جريمة، والصوت الحر خطرًا... ندرك أن الموازين انقلبت، وأن الحقيقة تُعاقب لأنها تفضح الكذب والافتراء بحقيقة ساطعة كالشمس تدفئ المؤمنين بالحقيقة الذين لن تلوث عقولهم أضاليل وإشاعات هدفها زرع الشك والاستثمار بالوهم وصولا لسقوط القداسات كما قال أحدهم يوما: "أسقطنا القداسات .... وليبقى السلاح ليصدأ في المخازن..." معركة لن تقف عند حدود مكان ولا زمان فيها كل الأسلحة مشروعة أمام غاية شيطانية هدفها راس المقاومة بمشروعها ورجالها المجاهدين وسلاحها الأمضى والأقدر، كتبوا بثباتهم تاريخا مشرفا، وحولوا مسؤولياتهم بصفحات عز بكتاب الوفاء وسطور الانتماء. طبعوها على جبين الزمن، رجال باعوا لله جماجمهم، لم تلههم تجارة، بقوا بحجم ثقة قيادة تواجه عواصف الداخل وتقلباته، تلاقي أعاصير الخارج وزلزال استعمار قادم يستهدف البشر والحجر والعقيدة، وترسخت ثقافة عند شعب آمن بالتضحية واستعد للشهادة وتحول لإرادة اسمها مقاومة تواجه منطق الاستسلام الأعوج عسكريًا وسياسيًا بفعل وجودها لتبقى صرخة بوجه من ارتضى الصمت والإذعان مطأطئ الرأس، فلا حرج أن يتهم المقاوم ويفترى عليه ويدفع ثمن قراره برفض الانحناء بما قدمه ثباتا على الأرض حين ارتجفت أقدام كثيرة. نعم، عندما يُتهم المقاوم بالإرهاب، فذلك لأنه أرعب الظالم بحريته

وحين يُلاحق قانونيًا، فلأنه اخترق جدران الخوف بصوته، وعندما يُشوَّه تاريخه فذلك لأنه مرآة نقية، لا يريد البعض رؤية وجوههم القبيحة فيها. فالتاريخ لا يخلّد الصامتين، بل أولئك الذين حُوصروا واتُّهِموا وشُوِّهوا… ثم انتصروا.

من مانديلا إلى جيفارا، ومن غسان كنفاني إلى كل طفل فلسطيني يرجم بالحجارة، ولائحة تطول لمسيرة حزب الله في لبنان بمجاهديه الذين تحلوا اليوم لهدف لحملات تشويه هدفها ضرب مجتمع المقاومة بيئة الشهداء وحصن المجاهدين، وهذا أسلوب ليس بجديد، ثوب ارتداؤه شرف، وتضحياتهم درع طالما هذه الافتراء طال عظماء تحولوا رموزًا، ونماذج، ومدارس لا تُنسى على مستوى العالم وحتى في لبنان
فليتهموا ما شاؤوا…

ما دام الاتهام يأتي من أفواه الخائفين، وما دامت المقاومة تنبض فينا كنبض القلب، فإن كل تهمة تُوجَّه لاي مجاهد بأي موقع ليست إلا دليلاً على ثباته فلا تُرمى إلا الشجرة المثمرة من أبناء السوء وفي الاتهام أيضا دليل واضح على قوة المقاومة وحيويتها ، وهنا يبقى واجبنا قول: "لا"، فالكلمة موقف وسلاح مواجهة فاعل، ولنصرخ بأن هذه التهم ليست سوى أوسمة تزّين صدور من لا يرضى الخنوع، وكل افتراء وسام شرف؛ لأن من اختار طريق المقاومة اختار أن يُحاكمه التاريخ أولًا…

ثم يُخلّده أبديًا، كيف ومن خلدوا التاريخ بثباتهم ؟

ليبقى السؤال الأهم وفيه تحضر كل الأجوبة:

 هل المطلوب المقاومة أو مشروع حماية الوطن والوجود؟!

وأين تقف حدود هجمة العدو؟ وما هي أوجهها؟!

والجواب باختصار: إذا أتتك مذمتي من ناقص فهي شهادة بالرفعة، ويكفي المقاومة فخرًا.

اخبار ذات صلة